تعزيز الهوية الوطنية في مواجهة التحديات الخارجية
عيسى حداد
27-11-2024 01:29 PM
تفرض التحديات التي يواجهها الأردن، سواءً كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية، الحاجة إلى توحيد الجهود المجتمعية وتعميق وعي الأفراد بأهمية الهوية الوطنية الجامعة لمواجهة تلك المخاطر. فالهوية الوطنية تدعم الشعور بالانتماء وتجدِّد الالتزام بالقيم والتقاليد التي تقوّي المجتمع الأردني، مما يجعله أكثر قدرة على الصمود في وجه المخاطر الخارجية.
حيثُ تُشكِّل الهوية الوطنية ركيزة أساسية تجمع أبناء الوطن على قيم موحدة، تُساهم في حماية ثقافتهم ولغتهم وتاريخهم. فهي تعزز شعور الانتماء، وتقوية لُحمتِهم ووحدتهم في مواجهة التحديات الخارجية، والتي قد تُهدِّد النسيج الاجتماعي في الأردن.
إنَّ المخاطر الخارجية التي تهدد الأردن أهمها التحديات السياسية الإقليمية، مثل النزاعات والتحالفات الجديدة في المنطقة في ظل ارتفاع وتيرة الأحداث، بالإضافة إلى التأثيرات الثقافية الناجمة عن العولمة والانفتاح.
ومن أجل تعزيز دور المجتمع والمؤسسات في دعم الهوية الوطنية لا بُدَّ من التركيز على عدة محاور:
التعليم. فالنظام التعليمي في الأردن من أبرز الأدوات التي تدعم الهوية الوطنية، وذلك من خلال ضرورة تضمين المناهج كل ما شأنه تعزيز قيم الوطنية والمواطنة.
الإعلام: حيثُ يلعب الإعلام الوطني دوراً رئيسياً في ترسيخ الهوية الوطنية عبر البرامج التي تعزز الثقافة الأردنية وتبرز الإنجازات الوطنية.
الفن والثقافة: فالفن من الوسائل المؤثرة والمهمّة في توعية المجتمع، حيث يسهم الفن والأدب الأردنيان في دعم القيم الوطنية من خلال القصص والروايات والأعمال الفنية التي تروي تاريخ الأردن وتعزز هويته.
دور الشباب في حماية الهوية الوطنية:
يمثل الشباب القوة المحركة للمجتمع؛ فهم الأكثر قدرة على استيعاب ونشر القيم الوطنية. ومن أجل تعزيز دورهم، يجب تمكينهم عبر التعليم والتدريب ليكونوا قادرين على قيادة المجتمع وحمايته من التأثيرات الخارجية. كذلك، يشكل الشباب نواة أساسية لزيادة الوعي المجتمعي وتعزيز الولاء للوطن.
وأمام التحديات الخارجية، تبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز الهوية الوطنية كخط دفاع أساسي لحماية تماسك المجتمع الأردني واستقلاليته. ويتطلب ذلك جهودًا وطنية مشتركة بين الحكومة والمجتمع ومؤسساته التعليمية والثقافية لضمان بقاء الهوية الأردنية قوية ومؤهلة للتصدي لأي تحديات قادمة.