عبيدات يكتب: دروس من التهكير!!
د. ذوقان عبيدات
27-11-2024 11:29 AM
لعل التهكير من أبرز الجرائم الإلكترونية التي صاحبت هذا التطور الرّقْمي! وتتطور الجريمة بتطور التقدم العلمي، والإنساني، والتكنولوجي. ولكن الجريمة على ذكائها تبقى غبيّة، فغالبية الجرائم تُكتشَف فورًا، وما تبقى يُكشف لاحقًا! فالمجرمون أغبياء بالضرورة!
لقد كشفت حادثة التهكير التي كنت ضحيّتها أمس عن ثلاث قضايا أساسية، تتعلق بمشاعري، ومشاعر الأصدقاء، وجهود رجال الأمن الجنائي!
(01)
المشاعر الذاتية
تشعر بفقدان قانون الجاذبية، فتسوح في كل اتجاه! تتحرك من دون كوابح، تتحرك باتجاه ما، ولا تعرف كيف تعود! تتحول من حال الصلابة إلى حال السيولة، وربما الغازية! فلا تستطيع لملمة بعضك، فالحال تسمّى شعبيّا بِــ "الملاخمة"!!
لا تفكر بنفسك فقط، بل بما قد يتعرض له أصدقاؤك من ضغوط نفسية، ومادية أيضًا. وهكذا اكتشفت أنني غير مثقف بهذا النوع من الجرائم، ولا بإجراءات الحلول!!
(02)
الأصدقاء والمعارف
ما إن انتشر خبر التهكير عن طريق الرسائل التى وصلتهم من المهكِّرين، حتى بدأت عاصفة من الاتصالات:
- هل هذه الرسائل منك؟
- كم تريد أن نحوّل لك؟
بل أشارت رسائل عديدة إلى أن بعضًا من الأصدقاء والمعارف قد خُدِع، وأعطى رقم بطاقته للمهكّرين!! وهذا يعني أن المجرمين يستفيدون جدّا من هذا التهكير!!
(03)
الأمن الجنائي
شباب مكرَّسون لخدمة المواطن، يستقبلونك باحترام، يبدأون الإجراءات فورًا، من دون أن يوجّهوا لك أي نقد! إجراءات وفق التهكير طويلة، وتأخذ وقتًا، لا بسبب بطء الحركة، بل بفعل نتيجة انتظار الردود عليهم من شركة الواتس آب! كانت لدي الفرصة بقراءة رؤية البحث الجنائي، ورسالته، وقيَمه!
تشعر بالفخر! فهنا من يعملون لأجلك! طول الفترة التي تنتظرها، تجعلك تتمنى لو كان هناك ركن يسمح لك بالقراءة، أو مشاهدة التلفاز!
(04)
لا تستطيع أن تعود إلى توازنك، حتى تنتهي الأزمة! فلا تعايُشَ مع التهكير!
عودة إلى المعارف والأصدقاء! تشعر بالأمن الاجتماعي، والتضامن من أشخاص معظمهم من المعارف من الدرجة الثانية، والثالثة، ربما يفوق ما يفعله بعض أصدقاء الدرجة الأولى!
شكرًا للجميع: الأصدقاء، ورجال الأمن!!
ملاحظة: كنت أعتقد واهمًِا، قبل التهكير، أنني مررت بكل المقالب الممكنة! لكن ليس للشرّ حدود!!
فهمت عليَّ جنابك؟!!