النصر في لبنان وغزة وخطوة نتنياهو المقبلة
محمد المشاقبة
27-11-2024 10:49 AM
في عالمنا العربي تجد مشكلة في تحديد المفاهيم كالدولة والهوية والتجديد والتدين والتحالف والموالاة والمعارضة. وبين هذه المفاهيم النصر والهزيمة. ونتيجة لهذا الاختلاف اختلف الناس ،هل انتصرت المقاومة ام لا ؟!!
يمكن لاي طرف أن يحدد خيطاً رفيعاً بين النصر والهزيمة، ولكن على الاقل سوف يتفق الجميع أن أي حرب لها اهداف للطرفين وإلا سيكون الامر عبثياً. وحتى نخرج من فلسفة مفهوم النصر وحتى لا نقع بتشويش من المنتصر سنستخدم معيار الجميع متفق عليه وهو( هدف الحرب).
يجب أن نسأل ما هدف كل طرف سواءً كانت حماس او حزب الله او العدو ؟!!!
هدف حماس هو حماية القدس والضفة من التوطين وإحياء القضية الفلسطينية ووقف التطبيع بين العدو والعرب. وهذا قد سبق الاعلان عنه.
الان، ما الذي تحقق من هذه الاهداف، بالنسبة لاحياء القضية الفلسطينية فقد فشل، وهذا واضح فقط من مؤشر خمول الضفة الغربية عن قضيتها الاولى.
أما باقي الاهداف سيتحدد في سنة ٢٠٢٥، إن استطاع العدو ضم الضفة وتهجير احياء القدس وعمل تطبيع مع بعض الدول العربية الاخرى فهنا اقول بكل صراحة ودون عواطف خسرت حماس المعركة بشكل لا لُبس فيه.
بالنسبة الى حزب الله، وواضح أنه خسر الكثير من القادة والبنية التحتية والردع الاستراتيجي، وهو يحتاج الى مدة كبيرة وهادئة لترميم هذه السمعة ولاستعادة قوته. ولكنه هل هُزم ؟!!!
اهداف الحزب في الحرب ؟ إنهاء الحرب على غزة، وإبقاء حالة الردع، والقدرة على البقاء بقوة في المشهد الداخلي والخارجي.
الان، إنهاء الحرب على غزة تحصيل حاصل والحزب يعرف ذلك ولذلك تخلى عنه ولو إعلامياً فلا داعي للتمسك به. يبقى الهدفين وهما الردع والوضع الداخلي والخارجي. إن استطاع الحزب استعادة قوته وانا اشك في ذلك لأن اتفاق وقف النار ينصّ على حرية حركة العدو في حال شعر العدو ان الحزب يريد أن يتسلح.
والهدف الاخر سيظهر في انتخابات لبنان الرئاسية القادمة واستفراد القوى اللبنانية فيه، فإن خسر هذه الاهداف فقد خسر الحزب الحرب لا محالة.
الذي اخشاه للامانة ليس هو هزيمة حماس وحزب الله، فهي تلوح بالافق، ولا بالتطبيع بين العرب والعدو، الذي اخشاه هو الخطوة التالية لنتنياهو.. وعلى الارجح هي إما الضفة وإما إيران التي ذكرها نتنياهو في خطابه الاخير وبحسب ما يقرره ساكن البيت الابيض الجديد..