إن أمن الأردن واستقراره قيمة عليا لا يمكن المساس بها، وهو فوق كل اعتبار. في ظل الحادثة الإرهابية الجبانة التي استهدفت رجال الأمن العام في منطقة الرابية فجر اليوم، يقف الشعب الأردني بكل مكوناته صفاً واحداً خلف قيادته الهاشمية وجيشه وأجهزته الأمنية في مواجهة قوى الظلام والإرهاب.

هذا الاعتداء الذي يمثل محاولة يائسة للنيل من أمن الوطن، لن يجلب لمن خطط له وشارك فيه سوى الخذلان والخسران، فجنود الأردن بعون الله هم الغالبون.

على نشامى جيشنا وأجهزتنا الأمنية أن يضربوا بيد من حديد كل من يحاول العبث بأمن واستقرار الأردن. الجهود البطولية التي يبذلها نشامى الجيش، كما رأينا في إحباط محاولة التسلل الجديدة على الحدود الشرقية، تدفعنا لتعزيز تماسك الجبهة الداخلية، لتكون أكثر صلابة وقوة في مواجهة محاولات الاستهداف المتكررة التي تحاك ضد هذا الوطن العزيز.

نقف اليوم بكل ثبات خلف القائد الأعلى للقوات المسلحة، جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي يقود هذا الوطن بحكمة واقتدار، وخلف كل جهد شجاع تبذله القوات المسلحة والأجهزة الأمنية للدفاع عن الأردن وحماية حدوده ومقدراته. ونوجه رسالة واضحة لكل من يقف وراء قوى التطرف والإرهاب: إن الأردن كان وسيظل عصياً على أطماعكم، وسيبقى قلعة من الصمود والصلابة في وجه كل من يحاول زعزعة أمنه.

الأردن، الذي وقف على الدوام في خندق أمته العربية والإسلامية، سيبقى وفياً لمبادئه وقيمه، ولن تثنيه الأعمال الجبانة عن التمسك برسالته النبيلة في الدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. هذه المحاولات اليائسة لن تزيد الأردنيين إلا إصراراً على التلاحم والوحدة، فالوطن سيظل شامخاً بتضحيات أبنائه الأوفياء وبصمود قيادته وشعبه في وجه كل التحديات.

إن تعزيز الجبهة الداخلية وتفعيل التعاون بين أبناء الوطن يعدان من الركائز الأساسية لتحقيق الترابط الاجتماعي والتصدي لجميع المحاولات التي تهدف إلى زعزعة استقرار المملكة. وشددوا على أهمية توجيه الإعلام الوطني ليكون صوتًا حرًا يعبر عن نبض الوطن وقضاياه بكل مصداقية وموضوعية.

كما أن السعي الجاد نحو رفع الجاهزية الوطنية في كافة المجالات يساهم في تعزيز قوة الأردن ووقوفه بثبات أمام أي تحديات قد تواجهه ومن هنا فإن وحدة الشعب الأردني وتضامنه هو السلاح الأقوى في مواجهة كافة المحاولات التي تسعى إلى تمزيق الوطن، وأن الالتزام بالمبادئ الوطنية هو الطريق نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة.