الأردن في عون غزة .. نور يخرق دخان حرب إسرائيل
نيفين عبد الهادي
27-11-2024 12:55 AM
تتعلّق أعين الأهل في قطاع غزة لسماء بلادهم بانتظار رؤية نشامى القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، وهم يحملون لهم المساعدات الإنسانية والإغاثية دون انقطاع أو توقف، بجرأة الأداء، وإنسانية العطاء، يستقبلون الطائرات الأردنية سواء التي تنفّذ الانزالات، أو من خلال الجسر الجوي الإنساني، بكل فرح وشكر، وبقلوب مليئة بالحب لمن وقف ويقف معهم في زمن تغيب فيه عنهم عين الاهتمام والقلق بما يعيشون من ظروف أقل ما توصف به أنها الأقسى بتاريخ البشرية.
ومن خلال عملي أكاد استمع يوميا لمئات الآراء من داخل غزة، والأصوات التي تشكر الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ويذهب البعض للتأكيد على أن المشهد الإنساني والإغاثي، يكاد يخلو من أي معين سوى الأردن، بلد النشامى الذي لم يكن يوما سوى سندا ومعينا، بكل الإمكانيات والسبل متحديا ظروفا خطيرة وقاسية تفرضها إسرائيل، واوجدتها حربها على قطاع غزة، يمضي بلد النشامى دون توقف وبإصرار سند الأخ لأخيه، وعدم تركه وحيدا يواجه نقصا بكل شيء من مقومات الحياة وضرورياتها.
حتى يوم أمس، وصل عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وصل إلى 124 إنزالاً جوياً، و266 إنزالاً جوياً بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، حيث نفّذت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي أمس إنزالاً جوياً جديداً لمساعدات غذائية على شمال قطاع غزة من خلال طائرتي نوع C130 تابعتين لسلاح الجو الملكي، اشتمل على مساعدات تقدر بنحو 6.6 أطنان من المواد الغذائية الأساسية، ليأتي هذا الانزال مكمّلا للجهود الإنسانية والإغاثية التي يبذلها الأردن لمساندة الأهل في غزة، جراء الحرب المستمرة على القطاع، بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني.
وفي كلّ مرة يعلن بها نشامى الجيش العربي تنفيذ إنزال جوي، تؤكد القوات المسلحة الأردنية أنها مستمرة بإرسال المساعدات الإنسانية والطبية من خلال الإنزالات الجوية والجسر الجوي الإنساني إلى قطاع غزة الذي نفذته طائرات سلاح الجو العامودية قبل نحو أسبوع، إضافة إلى القوافل البرية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وهو ما يجده الأهل في غزة طوق نجاة حقيقي وعملي لما يواجهون من نقص لكافة احتياجاتهم تحديدا الأطفال منهم، ليجدوها من الأردن حاضرة، والأهم يجدون تأكيدا على الاستمرار بهذا العمل الإنساني الوطني، العظيم، والذي يزيّن سماء غزة بين الحين والآخر ويفرض نورا يخرق دخان قصف الاحتلال ونيران مدافعه ودباباته.
يسعى الأردن بقيادة جلالة الملك، لتقديم المساعدات دون توقف أو انقطاع لمساعدة الأهل في غزة في سعي عملي وحقيقي لأن يتجاوزا الأوضاع الصعبة، التي تفرض عليهم حياة صعبة بظروف قاسية، لتشكّل هذه المساعدات أملا يتعلّق به الغزيون ليومهم وغدهم، حتى أطفالهم يبحثون عن الطائرات الأردنية في سماء وطنهم الملبّدة بدخان قصف الاحتلال، ليجدوا بها ومنها فرحا غاب عن حياتهم.
في الانتظار متعة وفق عدد من الأهل في غزة، وهم يتحدثون عن انتظار المساعدات الأردنية جوا وبرا، متعة يأتي بعدها فرج وفرح بتوفير ما يلزمهم، ولو كان بالنزر اليسير، لكنه يسدّ جزءا من ما يحتاجون، ويحتاج أطفالهم، ويكمّل الدور العظيم لما تواصل تقديمه المستشفيات الميدانية في خدماتها الطبية والعلاجية في شمال وجنوب القطاع، ليكون الأردن حقيقة العون للأهل في غزة.
الدستور