حدادين يكتب: توافقات لجان مجلس النواب ..
بسام حدادين
26-11-2024 08:25 PM
كنت قد أعلنت في اكثر من جلسة، ان النائب احمد الصفدي، هو الأنسب لترأس مجلس النواب في مرحلته الانتقالية. لأن الصفدي يمتلك إلى جانب الخبرة والديناميكية، بعد النظر والثقة بالنفس ؛ لذلك لم ينساق وراء دعوات إقصاء الأخوان المسلمين من عضوية اللجان الدائمة التي تطبخ فيها التشريعات والسياسات البرلمانية.
وتشكيل اللجان البرلمانية على قاعدة تمثيل جميع الكتل وفق التمثيل النسبي الذي ينص عليه النظام الداخلي، هو اولاً التزاماً في النظام الداخلي وثانياً احتراماً لقيم الديمقراطية البرلمانية التمثيلية التي لا تعرف الإقصاء.
داخل اللجان المشكلة، من حق الاغلبية ان تمرر وجهة نظرها وتأخذ ما تراه مناسباً من وجهة نظر الأقلية ( المعارضة )؛ هكذا اخذت المعارضة حقها بالاختلاف والتعبير عن وجهة نظرها واخذت الأكثرية حقها في تمرير ما ترغب وما تريد. اما رئاسة اللجان ومقرريها فيتم اختيارهم بالإنتخاب وانا ادعم إعطاء المعارضة رئاسة او مقرر لجنة او لجنتين.
نجاح مجلس النواب في تمثيل كل الكتل والأحزاب في لجانه الدائمة، ما كان يمكن ان يحصل لولا وجود كتل حزبية ينضوي تحتها الغالبية العظمى من اعضاء مجلس النواب. وهذا يدعو الى التفاؤل في اختصار الوقت والجهد في جلسات مجلس النواب.
لكن هناك حاجة لإدخال تعديلات جديدة على النظام الداخلي للمجلس ليتوائم مع التحولات البنيوية الجديدة لمجلس النواب . أهمها إعطاء امتيازات لرؤساء الكتل في حق الكلام وتوزيع الوقت في حق الكلام بالتمثيل النسبي ايضاً، بحيث تأخذ كل كتلة وقتاً يتناسب مع حجمها. وتعديلات اخري في نفس السياق كنت قد تقدمت بها ، حين ترأست لجنة تطوير النظام الداخلي عندما كنت نائباً، لكن للأسف لم يوخذ بها في حينه، ونحمد الله ان مر اقتراحي باعتماد التمثيل النسبي في تشكيل لجان مجلس النواب.
مجلس النواب يجب ان يغادر أسلوب العمل الفردي ، ويعتمد العمل الجماعي القائم على البحث والدراسة والواقعية، ويحد من الإغراءات المفهومة للنواب للإستعراض والظهور الإعلامي .
اللجان هي مطبخ الحوارات وتبادل الرأي واخذ القرارات والجلسة العامة هي للتصويت فقط.
وكل كتلة تستطيع ان تشرح وجهة نظرها والدعاية لها امام وسائل الإعلام.
وادعو هنا إلى اعتماد التصويت الإلكتروني، كي تظهر تصويتات الكتل امام وسائل الإعلام والرأي العام، حتى يتعرف الجمهور على مواقف الاحزاب وسلوكها السياسي.
كما أدعو الى تقسيم قاعة المجلس بين الكتل بحيث تجلس كل كتلة وعضو كتلة في مكان ثابت محدد، ليسهل التشاور ويسهل مراقبة إلتزام الاعضاء بقرارات كتلهم .وبما يمكن وسائل الإعلام في رصد مواقف وتصويبات الكتل.