شكل صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد حالة فكرية عروبية أردنية هاشمية ذات فكر تأصيلي أسس لمفاهيم التعايش والتسامح والتآخي والحب للإنسانية جمعاء. مفاهيم وقيم نادى بها سموه والتي لطالما افتقدتها شعوب الأرض في ظل الظلم والاضطهاد والتشوهات التي تجتاح الإنسانية هذه الأيام.

لم يكتف سموه بهذه المبادرات بل سعى إلى التطبيق العملي لمفاهيمها وتأصيلها بين شعوب الأرض خلال أكثر من عشرين عاما . نعم مبادرات انطلقت لتقدم للعالم أجمع دور الدين الإسلامي الحقيقي السامي متجاوزا كافة التشوهات التي تركتها الأفعال السياسية.

الأمير غازي بن محمد هذا الأمير الهاشمي الذي نهل من مدرسة الهاشميين وفخارهم كيف لا وهم سلالة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لن يثنيه شي عن تقديم كل ماهو أفضل لبلده وأمته ودينه سعيا لنشر مبادئ الإسلام السمحة التي جاءت في القرآن والسنة فها هي رسالة عمّان، ومبادرة التسامح بین الأدیان، ومبادرة الحب، ومبادرة كلمة سواء وقائد مسیرة مؤسسة آل البیت للفكر الإسلامي وكلیة العمارة والفنون الإسلامیة التي أعادت ترميم منبر صلاح الدین، وجامعة العلوم الإسلامیة العالمیة، ومتحف الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم وموقع التفسیر وصاحب الخطوط الإسلامیة وصاحب أسبوع الوئام العالمي بین الأدیان وغيرها الكثير التي يصعب حصرها بين هذه السطور.

إننا اليوم وأما هذه الحملة الرعناء على الإسلام والمسلمين ومحاولة تشويه الصورة الحقيقه لمبادىء ديننا الحنيف ما أحوجنا لمثل هذا الفكر الإسلامي الوسطي الذي قل مثيله محاولا سمو الأمير غازي من خلاله بث روح الألفة والخير والعطاء بين شعوب الأرض على اختلاف أديانهم وأجناسهم.

ولتذوق روعة الحب, والعيش في عالمه, نقرأ ونبحث في كتاب سمو الأمير غازي بن محمد «الحب في القرآن الكريم»، حروف وكلمات أثمرت درراً، جمعت معاني الحب في عبارات وفقرات عاش في تنسيقها وتذوق نتائجها وتحليلها سمو الأمير، آيات قرآنية خالدة عاشها منذ نعومة أظفاره, رافقته في حله وترحاله, وفي كل مرحلة من مراحل عمره ليقدمها للقارىء ويعيشها معه.

مبادرات وكتب ومؤلفات فكرية ودينية وثقافية لا تصدر إلا من عقل نير يسعى لإثراء العلم والمكتبة العربية في كتب ومخطوطات نادرة لم يسبق الإشارة إلى مواضيعها، تستحق القراءة والمتابعة والتدريس بل وجعلها جزءا من مناهج التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية ، وكل هذا هو ما تحتاجه الأمة في العصر الحديث لمد جسور التواصل بين الشعوب.

فسمو الامير غازي يمثل إضافة هامة للفكر الإسلامي في الواقع الحالي، ويساهم في تنوير الشباب والباحثين بما يلزمهم ليحافظوا على هويتهم ودينهم و انتهاء بإزالة إشكالية الصدام بين الأمم والشعب.

ولنا وقفات قادمة في مقالات أخرى حول فكر سموه وطروحاته العلمية التي تهم الوطن والأمة والإنسانية جمعاء.