في غزة تعرت البشرية من إنسانيتها وقد وقف العالم متفرجا على اقسى انواع الظلم الذي احاق بأهلها بعد ان وقفت امتهم العربية والاسلامية عاجزة عن حمايتهم من قتل إسرائيل والتنكيل بهم، ليكون هذا الزمان شاهدا على هذه الحقبة المظلمة من تاريخهم المعاصر الموشح بالهوان وقد تفككت الامة وتشرذمت وخارت قواها واصبحت كالبعير الذي لا يقوى على النفير .

من يرى اطفال غزة وكهلتها في هذه الايام العاصفة بالبرد القارص والرياح العاتية والزمهرير في الخيم المتطايرة في الهواء والعراء يدرك انه لا إنسانية ولا حقوق للانسان ولا الحيوان لطالما صمتت البشرية كلها وهي ترى بأم اعينها وتسمع صرخات الثكالى والامهات يستغثن ولا احد يجيب لاقريب ولا بعيد ٠

بعيدا عن السياسة والقوى المتصارعة واجندات الدول وحماس وعباس واليهودية والمسيحية والاسلام، أليس ما يجري في غزة تعذيب للانسانية وظلم الانسان وإنتهاك صارخ لحرمات الحياة ؟..

أين إنسانية امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا والصين وغيرها ؟..

لماذا تكالبت تلك القوى بظلمها وضلالتها على الانسان العربي والمسلم وابن فلسطين ؟.

تقتلوننا وتنهبوا ثرواتنا وتستعمروا بلادنا وتغتصبوا ارضنا وتسرقوا حياتنا وتدعون انكم دعاة العدالة والانسانية وانتم شقاؤنا في الحياة !..

انظروا لأهل غزة فما يشهدوه اليوم من ظلم سيكون شاهدا على ظلامية هذا العالم وستحمله ذاكرة التاريخ كما حملته عن مذبحة" ساندبي بورغ "في السويد اواخر القرن الخامس ميلادي ايام سقوط الامبراطورية الرومانية اذ اقدم شعب الفايكنغ الذي عرف بالوحشية والانتقام والاجرام والغدر على قتل سكان تلك المنطقة والتي لازالت لعنة على تلك الملة، وهكذا سيتحدث التاريخ عن لعنة إسرائيل واعوانها ..