المحكمة الجنائية الدولية و موقف الإدارة الأمريكية
خولة كامل الكردي
25-11-2024 10:29 PM
ما يثير الاستغراب ويدفع المرء إلى أن يفكر مليا في كيف يمكن لدولة تدعي حماية القانون الدولي، وتزعم دفاعها عن حقوق الشعوب المضطهدة وحقها في الحرية والعدالة والمساواة، وهي بذات الوقت تحتضن دولاً توسم بالديكتاتورية ومعاداتها للديمقراطية، وكل صوت يصدح بحقوق الإنسان وحرية الرأي يزج به في السجن، كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فالأعمال الوحشية التي تمارسها دولة الاحتلال في حق أهل قطاع غزة، دفع أحرار العالم إلى رفع دعوى ضدها في المحكمة الجنائية الدولية، مما أدى إلى إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء حكومة الاحتلال نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
ومع محاولة مساعي الطامحين إلى تحقيق العدالة في قطاع غزة لإنهاء الحرب، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر باعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت، قامت دولة الاحتلال ولم تقعد على أنباء اتهام المحكمة الجنائية الدولية لرئيس حكومتها ووزير دفاعها السابق، فمن إلصاق تهمة معاداة السامية، إلى اتهامها بمحاباة حماس ومن خلفها إيران، وقراراتها غير عادلة تساوي فيها بين الخير والشر، عزف البيت الأبيض على ذات السمفونية، والتي بدأها جميع أقطاب السياسة في دولة الاحتلال سواء من الحكومة أو من المعارضة، فلم يختلف أياً منهما في المزايدة والمغالاة بالتهم التي كيلت للمحكمة الجنائية الدولية، وعلى رأسها المدعي العام كريم خان وقضاة المحكمة، ووصل الأمر إلى حد تهديد المدعي العام شخصياً كما صرح بوقوعه تحت ضغوط شديدة، الهدف منها منعه من اتهام نتنياهو وغالانت بتهم تتعلق بجرائم حرب في غزة.
الولايات المتحده الأمريكية وضعت على المحك في أكثر من موقف، وأظهرت ازدواجيتها في التعامل مع حرب إسرائيل على غزة والإبادة الحاصلة فيها، وحربها كذلك على لبنان وسيرها في ذات الطريق الذي سلكته في غزة من قصف وتخريب وتدمير للبنى التحتية واستهداف المشافي والطواقم الطبية العاملة فيها، وفرق الدفاع المدني، واستهداف المدنيين الأبرياء وتدمير ما يزيد عن ١٠٠ قرية لبنانية في الجنوب اللبناني. ومراوغتها في اتفاق ينص على وقف إطلاق النار مع حزب الله، ومع ورود أخبار بوجود تفاؤل حذر بشأن إمكانية إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، وهذا الحذر له أسبابه الوجيهة بخاصة التعامل مع شخص كنتنياهو، وطبيعة التفاوض مع الجانب الإسرائيلي المعروف بعدم مصداقيته، كما حدث مع غزة في رفض صفقة تبادل الأسرى التي اقترحها رئيس الولايات المتحدة جو بايدن.