مؤتة في عهد جديد، منذ أن تسلمت الرئاسة الجديدة لجامعة مؤتة، ازداد النور في أروقة ذلك الصرح العلمي الكبير الذي اعتاد أن يبقى كما شيده الحسين بن طلال طيب الله ثراه. إنه صرح علمي يحمل رسالته الجليلة والعلمية التي استطاعت أن توثقها رغم شح الإمكانيات المادية.

منذ أن تسلم الدكتور سلامة النعيمات رئاسة جامعة مؤتة، والإنجازات تتوالى في سماء الوطن. بدأ الازدهار يُرى بالعين، وأصبح تحقيق الأهداف من الأولويات الحقيقية التي تسعى الجامعة والرئاسة لتحقيقها بين الحين والآخر. لم تكن الجامعة يومًا إلا مصدرًا ناجحًا من خلال البنية الأساسية لبيئة تعليمية صادقة، استطاعت أن تجعلها ضمن المراكز المتقدمة في التصنيفات العالمية.

بعد أن حققت جامعة مؤتة مزيدًا من التميز على مستوى التصنيفات العالمية، أعلنت الجامعة عن تحقيقها مكانة متميزة ضمن أفضل 60 جامعة في تصنيف الجامعات العربية للعام الحالي، وفقًا لتصنيف مؤسسة التايمز العالمية. يأتي هذا الإنجاز كخطوة جديدة في مسيرة النجاح التي تسلكها الجامعة، حيث تقدمت 20 مركزًا عالميًا عن مركزها في التصنيف السابق، وأصبحت ضمن فئة 61-70 لهذا العام. أما محليًا، فقد حلت بالمرتبة الرابعة بعد كل من الجامعة الأردنية والعلوم والتكنولوجيا واليرموك.

منذ أن تسلم رئاسة جامعة مؤتة، استطاع أن يعيد للجامعة ثقة العديد من الدول العربية الشقيقة التي كانت في الماضي تبتعد عن ابتعاث طلبتها إليها لعدم اعتراف وزارات التعليم العالي في تلك الدول بجامعة مؤتة. إلا أنه بعد أن تسلمت رئاسة جامعة مؤتة الجديدة، استطاعت جاهدة أن تبني الثقة من جديد لاستقبال الطلبة بعد سنوات طويلة من الانقطاع.

استطاعت جامعة مؤتة أن ترسخ مبدأ البحث العلمي من خلال التركيز الرئيسي على هذه الإنجازات، وذلك من خلال التزام الجامعة الراسخ بتحقيق التميز الأكاديمي وتعزيز مجال البحث العلمي على مدى الخمس سنوات الماضية. حيث شهدت جامعة مؤتة زيادة ملحوظة في عدد الأبحاث العلمية المفهرسة في قاعدة بيانات سكوبس، فارتفع الإنتاج العلمي لها بشكل ملحوظ من 287 بحثاً منشوراً في عام 2020 إلى قرابة 550 بحثاً منشوراً في عام 2023،

مما يشير إلى تضاعف الجهود في ميدان البحث العلمي، تعتبر المنشورات العلمية المتنوعة لجامعة مؤتة ذات أهمية فعالة تسهم في المحادثات الأكاديمية العالمية عبر مجموعة واسعة من الميادين العلمية، مما يبرز هذا النتاج المتميز للعمل الجماعي والتفاني الذي قدمه مجتمع الجامعة على كافة المستويات.

الدكتور سلامة النعيمات من القادة الذين يستحقهم الوطن. ما زلنا نلاحظ من حين لآخر الأعمال الحقيقية لروح المسؤولية، ونشهد التفاني في خدمة الوطن، ونسجل تطبيق الواجبات بكل حكمة واقتدار. نرى أن الوطن لا ينسى من كرّس حياته من أجل المساهمة في رفعته، حتى لو بالقليل من الأعمال، فهي تستحق أن نسلط الأضواء عليها.

المناصب بلا إنسانية لا تستحق أن يُذكر تاريخها، وإنجازات بلا مبدأ لا تستحق أن نستذكرها. وتعلمنا أن الإنجازات لا تأتي إلا بوجود سند حقيقي قادر على أن يرسخ حب العمل والعطاء والإنجاز بداخلك.

دامكم الله ذخراً للوطن، فأنتم من تسعون دائمًا لبناء مجتمع أفضل. جهودكم وتضحياتكم هي ما يجعل الوطن قويًا ومتماسكًا. نسأل الله أن يحفظكم ويوفقكم في كل ما تقومون به.