البطاينة: الرؤساء والوزراء عليهم واجبات تجاه الوطن حتى بعد خروجهم
25-11-2024 07:43 PM
عمون - كشف وزير العمل الأسبق وأحد مؤسسي حزب إرادة، نضال البطاينة، أنّه عاد من الإمارات العربية المتحدة عام 2018 ليتسلم منصب وزير النقل في حكومة الدكتور عمر الرزاز، ليتفاجأ بعدها بتعيينه رئيسًا لديوان الخدمة المدنية لمدة 4 أشهر.
وقال البطاينة، خلال حديثه لبرنامج المسافة صفر الذي يقدمه الزميل سمير الحياري عبر راديو نون وصفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، إنّه قدّم أداء جيدًا في الديوان لمدة 3 أشهر ليقرر رئيس الوزراء تعيينه وزيرًا للعمل في أحد التعديلات حيث أبلغ قبل أداء اليمين الدستورية بيوم واحد بذلك.
وبين أنه قام بعدة مشاريع خلال عمله في حكومة الرزاز، كتوقيع اتفاقية لعمل الاردنيين في ألمانيا، وإعادة مشروع خدمة العلم، الّا أنّ جائحة كورونا أتت وانشغلت الحكومة فيها، مشيرًا إلى أنّ الجميع في الجائحة كانوا "عسكر".
خرج البطاينة من التشكيل الوزاري بعد استقالة حكومة الرزاز باستحقاق دستوري للانتخابات النيابية عام 2020، ليدخل إلى العمل الحزبي بفكرة طرحها أكاديميون في جلسة أسسها بالتعاون مع نحو ألف شخص ليكون حزب إرادة، مشيرًا إلى أنه لم يتخيل أن يصبح حزبيًا في يوم من الايام.
وعن وضعه المادي، قال البطاينة إنه من عائلة متوسطة، ولا يملك سوى بيته مشير إلى انّه "مديون للبنك بثلث منزله ولا أملك غيره ولا تقاعد لي".
وقال سؤاله عن بداية حياته "عشت حياتي ضمن عائلة تنتمي للطبقة الوسطى، وأصولي تعود إلى محافظة إربد وسكنت عمان في بداية الحياة ثم إنتقلنا للعيش في محافظة إربد ، فعشت مثل معيشة معظم الشباب الأردني عملت في دولة الإمارات العربية المتحدة وتعلمت هناك الكثير وزادت خبرتي في التخطيط الإستراتيجي والحوكمة والأداء المؤسسي، وتدرجت في العمل وكانت محطتي الأخيرة في الإمارات رئيسا للتخطيط الإستراتيجي واستشراف المستقبل في البنك المركزي في الإمارات الذي إستقلت منه لأستلم مهامي رئيسا لديوان الخدمة المدنية في بلدنا الحبيب".
وتابع "جئت للأردن بعد أن قابلت دولة الدكتور عمر الرزاز وابلغني بأنني سأكون ضمن الفريق الوزاري وزيراً للنقل، ولكن لم تأتي الأمور كما هو مخطط لها وتم تعييني رئيساً لديوان الخدمة المدنية ولم أكن راضي عن ذلك لأنني إستقبلت بناء على إتفاق آخر وهو أن أكون وزير ولكنني قبلت في النهاية إحتراما للإرادة الملكية ولدولة الرئيس الذي لم تكن هنالك أي علاقة شخصية تجمعني به قبل عودتي لبلدي ولكنني لا أنكر أنني أحببت دوري في ديوان الخدمة المدنية لاحقا وأجدت دوري في فترة قياسية ، ثم أصبحت وزيراً للعمل مع تكليفي برئاسة مجلس الخدمة المدنية لأكمل مشروعي الإصلاحي في ديوان الخدمة، ثم رحلت حكومتنا بإستحقاق دستوري حيث نسبت الحكومة لسيدنا بحل مجلس النواب حينها وبالتالي يجب أن تتغير الحكومة بموجب الدستور".
وأجاب البطاينة على أحد الأسئلة قائلا "نعم تركت مغريات الحياة ورفاهية الرواتب في الإمارات وجئت للأردن للمساهمة في بناء الأردن واستمرار سلسلة المنجزات مع غيري ، وهذا شرف عظيم لي ما بعده شرف لأخدم بلدي بأمانة حسب ما أقسمت وزملائي أمام جلالة الملك".
وتابع "عندما خرجت من الحكومة بعد أن تشرفت بالعمل وحمل الإرادة الملكية السامية، توجهت للأحزاب لاستكمال مسيرة البناء حيث وجدت ذلك المنبر المناسب وشدني لذلك الناحية البرامجية في العمل الحزبي وكذلك الإنخراط مع كافة فئات الشعب الأردني الواحد بعيدا عن المناطقية".
وأكد "لم أكن حزبياً من قبل، ولم أكن أعرف إلا حزب الملك والجيش، وجاءت فكرة إرادة ضمن مجموعة من الأكاديميين وأسسنا حزب قوي ومتين وأتشرف بهذه الجزئية من حياتي التي أضافت لي الكثير".
وقال إنه تعرض خلال فترة عمله كوزير وفترته كأمين عام حزب إرادة لكثير من الشائعات والشد العكسي وساهم في ذلك العديد من الجهات الخارجية التي تستهدف الشخصيات الوطنية، ولكنني نفى وما زال بنفي كل هذه الشائعات وعلى منصات متعددة، وسبب ذلك كان أنه في علم الإدارة يوجد شيء يسمى مقاومة التغيير، لأنه كشخص لا يسير ضمن تيار البيروقراطية ويبحث عن الحلول من خارج الصندوق ولكن بنفس الوقت يعرف حدوده للتغيير أين وقد قاومني الكثير من الطامحين الذين لم يجاروا نشاطي وزملائي ولجأوا إلى إثارة البلابل ، وفي عمله في حزب إرادة كأمين عام ومؤسس قال البطاينة بأن حزب إرادة علّم باقي الأحزاب بأن تتحرك وكيف تتحرك وقد أعطى هذا الحزب نكهه للعملية السياسية".
وفي رده على إشاعة لاحقته بأنه سيكون رئيس وزراء قادم، قال البطاينة إنه لا يملك هذا الطموح على الرغم من أن الطموح مشروع، وهذه الإشاعة تستهدف نجاحه وتفوقه في عمله، والسبب في ذلك بأن هناك أعداء للنجاح والناجحين وتستهدف كسر طموحهم وأن هناك شخص واحد يختار رئيس الوزراء وهو جلالة الملك
وأضاف البطاينة أنه يؤمن بقاعدة "طالب الولاية لا يولى " وأنه أصلا ليس بمخيلته إطلاقا هذه الولاية ، وأضاف البطاينة بأنه لا يعرف الفشل ولا يعرف المستحيل، على الرغم من الصعوبة ولكنه لا يملك ثقافة الفشل والتراخي وترك الأمور العملية للصدفة.
ورداً على شائعة أن هذا الحزب هو حزب سمو ولي العهد كما يروّج البعض، قال البطاينة بأنه لم يتشرف باللقاء مع ولي العهد إلّا ثلاث مرات، وكانت ضمن إطار عمله وبشكل رسمي ، وبالنهاية يجب أن تتشرف وتكون كل الأحزاب هي أحزاب جلالة الملك وسمو ولي العهد، ولكنه ينفي بأن يكون الحزب هو حزب سمو ولي العهد لأن مؤسسة العرش منزهه عن التدخل في حزب بعينه، وهي الضامن لمنظومة التحديث السياسي.
رداً على شائعة بيع المقاعد، قال البطاينة بأن أي حملة إنتخابية في العالم تحتاج لتمويل، وحملة حزب إرادة كلّفت أكثر مما جمعه الحزب من تبرعات بكثير ، وهذا ما استدعاني لتحميل نفسي كلفة مالية كبيرة حيث قمت بتوقيع الشيكات على ذمتي المالية الخاصة.
وقال البطاينة بأنه يعرف الأردن والأردنيين وطريقة تفكيرهم ويعرف كيف يخاطبهم سواء في البادية أو المدينة أو القرية أو المخيم، وهذا سر نجاح شعبية نضال البطاينة والتي يعتز بها أيّما إعتزاز، على الرغم من كونه مغترب لسنوات طويلة ولكنه يعرف الأردن والأردنيين جيداً لأنه منهم ولم يطرأ عليهم .
وأكد البطاينة على مفهوم الدولة المدنية بمعناها الحقيقي بأنه سيادة القانون وصون الحريات العامة ضمن ضوابط وقيم المجتمع، وليس كما يروج البعض إفتآتاً على قيم وضوابط المجتمع الاردني، وبالتالي فإن هذا المفهوم لا يعجب البعض مما جعلهم يخرجو من مظلة حزب إرادة وأسسوا حزب جديد ولكنهم فشلوا في إقناع الشارع الأردني ببرنامجهم ومبادئهم.
وبين ما جرى في الإنتخابات النيابية الأخيرة لم يكن ضمن المأمول والطموح لدى الحزب وباقي الأحزاب الوسطية الجديدة ، ولكنه لا يعتبر فشل لأن حزب إرادة عمره 3سنوات وحقق نتائج إيجابية جدا مقارنة مع باقي الأحزاب ويجب أن لا ننسى أننا في مشروع تحديث سياسي مدته ١٠ سنوات ولا زلنا في البداية .
وأشار "تقدمت بإستقالتي من الأمانة العامة للحزب وليس من الحزب لأسباب عائلية بحته، حيث شعرت بأنني قصّرت كثيراً في حق عائلتي وأسرتي، حيث أنني لم أعتد على ذلك سابقاً وخربنا مؤسسي ولا يرتبط بشخص ".
وعن اختياره لزيد العتوم كنائب أول لأمين عام الحزب، يعود لكونه برلمانيًا مخضرمًا وله خبرة في العمل النيابي والكتل النيابية لضمان إستقرار كتلة الحزب، وسيتم عقد إنتخابات الأمين العام الجديد خلال شهر شباط القادم، هذا ما توافق عليه قيادات الحزب، وبإمكان المجلس المركزي وهو صاحب السُلطة في ذلك بأن يقرر موعد الإنتخابات في حال إرتأى موعداً آخر لها، وقال البطاينة بأنه سيقف على مسافة واحدة من جميع من سيترشّح للأمانة العامة القادمة ليحتفظ بإحترام الجميع وإذا شعر بأن الحزب مرتبط شخصيا به قد يستقيل من الحزب ولكنه لن يعرف أي حزب إلا إرادة .
واستذكر بأنه قدم نصيحة لحزب جبهة العمل الإسلامي بأن يمارسوا المعارضة البرامجية ولا شيء إلا البرامجية وهذا ما تتطلبه هذه المرحلة، وبأن يعمل حزب الجبهه مع باقي الأحزاب لاستكمال مسيرة البناء في البلد.
وقال إنّ حزب جبهة العمل الإسلامي جزء من النسيج الوطني ومواقفه التاريخية كانت إلى جانب الدولة الأردنية، ولكن خلال العشرين سنة الأخيرة تبدلت الأحوال وبدأت تظهر ممارسات غير منطقية تستدعي التنبيه ولكن نأمل أن الحزب عاد كما كان .
ويؤى أنّ حزب الجبهة حصل على أصوات كبيرة وهذه نتائج إيجابية ولكنها تضعهم على المحك، فقد وصلوا اليوم للمجلس كأكبر كتلة نيابية وهذا يجعلهم تحت ضغط بأن يثبتوا للشارع الأردني بأنهم سيحملون همومهم ضمن برامج واضحة بعيداً المعارضة العدمية.
وشدد على أنّ الوزراء ورؤساء الوزراء هم رجال دولة وعليهم واجبات بعد خروجهم من مناصبهم، بأن يكونوا في صف الدولة دائماً ويأخذوا على عاتقهم دور تعزيز النسيج الوطني والدفاع عن هيبة الدولة وكينونتها في كافة المنابر.