هل تنصف المحكمة الجنائية الدولية القضية الفلسطينية!
سالم محمود الكورة
25-11-2024 11:39 AM
منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين عام 1948م واعلانها قيام دولتها على ارض فلسطين الارض العربية المباركة المقدسة والشرق الاوسط يعاني من عدم الاستقرار والقلق الدولي والمعاناة والالم في الجانب الانساني وخاصة الشعب الفلسطيني.
ان فلسطين هي قضية الامة العربية والاسلامية لا بل والعالمية في ظل معاناة الشعب الفلسطيني فهي ليست قضية الفلسطينيين فقط ، فالدفاع عنها واجب انساني قومي عقدي نابع من داخلنا في قضية امة ووطن .
ان فلسطين بلد حضاري وتاريخي جعل منها مركزا للاهتمام العالمي وهي بلد الماضي والحاضر فهي لن تهرم وتشيب ستبقى فتية في حقها ومطالبها الدولية وفي مقاومة المستعمر الصهيوني المستبد .
فمنذ حرب عام 1948 اخذ الكيان الصهيوني يتفنن في اشكال القتل والتدمير والاستيطان والنكبات المتتالية ضد الانسانية في الارض المحتلة فمنذ بداية الاحتلال اللعين والشعب الفلسطيني يرفض هذا الاحتلال بجميع صورة والوانه المعادية للانسانية والتي سجلت اعظم الجرائم في تاريخ البشرية منذ بداية الاحتلال من قتل وابادة جماعية ونكبات هنا وهناك فمذبحة صبرا وشاتيلا ودير ياسين والعديد من المذابح التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والتي سجلت في سجلات محكمة الجنايات الدولية ومنظمات حقوق الانسان والتي تعتبر شاهدا على جرائم الحرب والابادة والتطهير العرقي الذي يقوم به هذا الكيان المحتل الغاصب .
ان الامم المتحدة لم تألوا جهدا لرفع الظلم وكذلك قرارات مجلس الامن الدولي التي اصبحت حبرا على ورق فقد اصدرت كل منهماالعديد من القرارت وكان اول قرار وابرز هذه القرارت كان نتيجة قرار تقسيم فلسطين الذي يحمل الرقم (181)والذي اصدرته الجمعية العامة للامم المتحدة يوم29 نوفمبر 1947 والذي نص على تدويل القدس كافضل وسيلة لحماية جميع المصالح الدينية بالمدينة المقدسة ، ومنذ نكبة 1948تم اصدار العديد من القرارت عن مجلس الامن والجمعية العامة ومنظمة الامم المتحدة للتربية ومنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو). ومن هذه القرارت ايضا قرار رقم (242)لعام 1967وفيه يدعو مجلس الامن الدولي اسرائيل للانسحاب من الاراضي المحتلة الى حدود ما قبل حرب 1967م .
وفي قرار اخر رقم 337 دعا فيه مجلس الامن دولة الاحتلال الى احترام حقوق الانسان في المناطق التي تاثرت بصراع الشرق الاوسط عامة ورفع المعاناة عن السكان المدنيين واسرى الحرب في منطقة النزاع ولكن اسرائيل ما زالت تضرب بعرض الحائط جميع القرارت الدولية ونداءات الاسستغاثة من الهيئات الدولية ، وللاسف الشديد لم تحترم اسرائيل اي قرار صدر من الامم المتحدة واصبحت جميع القرارت والقوانين حبرا على ورق وقد وضعت جميع القرارات في ملف النسيان الذي لايغني ولا يسمن من جوع وقد اكتست هذه القرارت والتوصيات بغبار الزمان والذي مر عليه 75 عاما من الاحتلال والاضطهاد بشتى الوانه .
والان تقوم حكومة بنيامين نتنياهو بحرب ابادة جماعية في قطاع غزة يشهد لها القاصي والداني والعالم اجمع انه لم يسبق لها مثيل وقد دخلت في عامها الثاني ولم تجد اسرائيل من يوقف التها العسكرية الاجرامية الحمقاء والتي لم ترحم البشر قبل الشجر والحجر.
ذلك ان اي قرار يصدر من الامم المتحدة يدين الكيان الاسرائيلي يتم اصدار حق النقض الفيتو من قبل المندوب الامريكي لاعاقة القرار وايقافه ، فامريكا الدولة العظمى تقف مع اسرائيل منذ اعلان قيام دولتها فهي تمثل السند والداعم لتل ابيب في احتلالها لفلسطين المحتلة وفي حروبها الدائمة ضد الانسانية .
اليوم وفي قرار شجاع وجريء يصدر القاضي في محكمة الجنايات الدولية قرارا صارما لايقبل التاجيل او المراوغة وهو اصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الاسبق يواف غالانت وذلك لالقاء القبض عليهما في حالة دخولهم اي من الدول ال 123 التي تعتبر عضوا في محكمة الجنايات وذلك بتهمة التطهير العرقي والابادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الانسانية .
ان هذا القرار الذي اصدرة القاضي الدولي كريم خان غير مسبوق في محكمة الجنايات الدولية وله ابعاد كبيرة في تفعيل الدور المناط في منظمات حقوق الانسان والهيئات الدولية فقد قدمت الدعوىًمن قبل حكومة جنوب افريقيا ضد حكومة تل ابيب ووجدت قبولا دوليا وهذا القرار الدولي يعتبر رسالة للمجتمع الدولي للضغط على اسرائيل واجبارها على ايقاف حرب الابادة الجماعية في غزة ، الا امريكا الصديق الوفي والمخلص لحكومة تل ابيب الصهيونية قابلت مذكرة محكمة الجنايات الدولية بكل سلبية وتهديد ووعيد للمحكمة الدولية والعاملين فيها .
لقد ايدت معظم دول العالم قرار محكمة الجنايات الدولية ورحبت ايضا حركة حماس في هذا القرار والتي ترجو بان هذا القرار ينصف الشعب الفلسطيني وان يعيد له حقوقة التي سلبت منه منذ عام 1948م وعام 1967م فمن يعطي الانسانية حقها ويقر بالعدالة للشعب الفلسطيني ويخلصة من ظلم اسرائيل الدولة المارقة والخارجة عن القانون الدولي . فهل سنرى نتنياهو خلف القضبان في محكمة الجنابات الدولية !؟سؤال برسم الاجابة ..... وهل هذا القرار قابل للاستئناف !؟..... وهل هذا القرار اكتسب صفة القطعية اي التنفيذ فورا !؟.
وهل الدول التي سيدخلها نتنياهو ستقوم بالقاء القبض عليه منفذة ما جاء بمذكرة الجنائية الدولية !؟ علما بان هذه الدول تربطها علاقات دولية سياسية واقتصادية قوية مع تل ابيب ـ وهل ستقوم امريكا باستغلال قوتها وحجمها الدولي في الغاء ما جاء في مذكرة الاعتقال !؟ اسئلة تراودنا وتراود المجتمع الدولي ؟
* عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين