facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رجل الأمن .. بين احترام أبناء البلد .. والاحترافية ..


محمود الدباس - ابو الليث
25-11-2024 12:29 AM

في الوطن الذي يفاخر أبناؤه بترابطهم الاجتماعي.. وقوة أواصر القربى والجيرة.. يصبح رجل الأمن واحداً من النسيج نفسه.. فهو أخ أو ابن او قريب أو جار.. يعرفهم ويعرفونه.. ولكنه أيضاً يقف في موقع حساس.. لا يحتمل الخطأ.. أو التهاون.. موقع يُلزمه حماية أرواح الناس.. وصيانة أمنهم.. وفي الوقت ذاته.. حماية نفسه.. ليبقى الدرع الذي لا يصدأ أمام الأخطار..

رجل الأمن الأردني.. يجد نفسه في كثير من الأحيان.. بين مطرقة الواجب الوطني.. وسندان الروابط الإنسانية.. فهو يرى كل من يقترب منه.. كابن بلد يستحق الاحترام والتقدير.. وقد يغلب عليه حسن الظن بسبب طبيعة مجتمعنا المتماسك.. لكن العصر الذي نعيشه اليوم.. حيث تتسلل الأفكار الإرهابية المضللة إلى العقول.. وتفتك آفة المخدرات بالنفوس.. لا يمنح مجالاً واسعاً للثقة العمياء.. أو المجاملة..

كم من قصة سمعناها عن متعاطٍ للمخدرات.. هاجم أقرب الناس إليه بلا وعي.. أو عن متطرف.. انقلب على من كان بالأمس صديقاً أو قريباً.. هذه القصص تذكّرنا.. بأن رجل الأمن لا يُفترض أن يُقيّم الخطر بناءً على سماحة الوجوه.. أو العلاقات الشخصية.. بل على المعطيات المهنية.. التي تعزز الحذر.. وتفرض الحيطة..
فرجل الأمن الذي يسمح لشخص بالاقتراب منه.. دون التأكد من نواياه.. أو يغفل عن تفتيش جيبٍ.. أو حقيبةٍ بدافع الثقة.. أو الإحراج.. يعرّض نفسه للخطر.. ويضع هيبة الأمن كله على المحك..

الدول التي قطعت أشواطاً في ضبط الأمن.. تعلمت أن الحزم لا يتناقض مع الاحترام.. الشرطي الذي يتأكد من هوية كل شخص يقترب منه.. ويتحقق من خلوّه من أي خطر.. ثم يمنحه كامل الاحترام والتقدير بعد ذلك.. لا يفقد مكانته الاجتماعية.. ولا يمسّ شرف أبناء بلده.. بل يعزز الثقة بالنظام.. ويضمن أمان الجميع.. وهذا النموذج هو ما يجب أن نراه لدى رجال الأمن الأردنيين.. الذين يدركون أن حياتهم ليست فقط ثمينة لأسرهم وأحبائهم.. بل هي رمز للأمان لكل مواطن ومقيم..

في عصرنا هذا.. لم تعد القلوب وحدها دليلاً على البراءة.. أو النوايا الحسنة.. فلا ينبغي لرجل الأمن أن يتهاون في تطبيق معايير الاحترافية والحذر.. بل عليه أن يجمع بين يقظته الأمنية.. وأخلاقه الوطنية.. فلا يغفل عن التأكد.. ولا يتردد في الحزم.. لأن في هذا الحزم حماية لحياته.. وصون لهيبة الأمن.. وضمان للشعور بالأمان.. الذي يحتاجه كل فرد في هذا الوطن..

وعلينا دوما وضع شعار.. "من مأمنه يُؤتى الحَذِر"..
{رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :