"واذا نزلت بمأدبا فكأنما
وحيٌ هداك الى النعيم لتنعما

ذهبت قبل عدة أيام لتقديم واجب العزاء بوفاة أحد ابناء العمومة رحمه الله وزيارة الاهل والاصدقاء ؛ وبعد ان انهيت واجباتي الاجتماعية ؛ راجعت أحد المكاتب التجارية ؛ وقبل دخولي المكتب ، أوقفت سيارتي بمسافة تبعد المائة متر في موقف سيارات عام وقريب جدًا من مبنى بلدية مادبا الكبرى والتي تنافست على رئاسة مجلسها العديد من الشخصيات للوصول لهذا المركز الحساس ولعدة عقود والمنافسة ولم تكن قوية فحسب ؛ بل اكثر من ذلك ؛ بحيث أعطت الانطباع بأن الفائز سوف يكون المنقذ الأعظم !!!!!

ولكن أصابتني الدهشة بحجم وكمية القاذورات الملقاه في أرضية ذلك الموقف ونوعية القاذورات وعلى طول الشارع المؤدي الى المكتب وعلى اطراف الشارع ، علماً بأن هذا الشارع كان يضرب به المثل بالنظافة والأناقة في القرن الماضي ، ولدرجة انني بدأت امشي على رؤوس أصابع القدم خوفاً على حذائي من التلوث !!!!!؛ والطامة الكبرى عندما دخلت المكتب التجاري ؛ صُعقت بوساخة المقاعد المخصصة لجلوس المراجعين والمليئة بعلامات وطُبع القذارة وكأن من كان يجلس عليها لأغراض “قضاء حاجته “ ولم استطيع الجلوس ابداً وفضلت الوقوف منتظراً. "بالمناسبة تواصلت مع الإدارة الرئيسية لذلك المكتب التجاري "الفرع الرئيسي بعمان " ؛ وبعد فترة وجيزة اتصل معي مدير المكتب فرع مادبا مقدما اعتذارًا ولم ينكر أبدًا بأن المقاعد ليست نظيفة ؛وشكرني على ملاحظاتي وأكد لي بانهم سوف يباشروا وعلى الفور بتجديد وتنظيف المكاتب للمحافظة على سمعة المكتب ".

لا اعرف لماذا وصلنا الى هذا الحد من عدم الاكتراث بنظافة الشوارع وحتى المكاتب التجارية الخاصة أصبحت غير مكترثة ؛ والواضح أن عدم اهتمام المكاتب التجارية الخاصة بنظافة مكاتبها دلالة على ان تلك الشركة او الشركات على يقين ان موضوع النظافة ليس بالشىء الهام في المنطقة التي تدير اعمالها بها . علما بأن نفس هذه الشركة التجارية لها فروع في العاصمة عمان ؛ وهناك فارق واضح بمستوى النظافة بين العاصمة عمان ومادبا !!!

في الدول المتقدمة "رئيس المجلس البلدي المنتخب " هو الذي يتحمل المسؤولية شخصياً ومن ثم اعضاء المجلس.

نعم لا أحد ينكر بأن النظافة مسؤولية مجتمعية مشتركة وكلنا شركاء في خدمة الوطن ؛ ولكن أبسط ما يستطيع ان يقدمه رئيس المجلس اذا ما قورنت بعدد الاصوات الهائل الذي حصل عليها في الانتخابات؛ هو القيام بجولات متعدده ليل نهار وغير مجدولة للتأكد من قيام الموظفين بواجباتهم الاساسية للمحافظة على الصورة الجميلة للمدينة "مادبا التاريخ والحضارة " وان يربط الليل بالنهار لخدمة المحافظة وليس فقط ببناء دوار امام مبنى البلدية من الحجر الفاخر أو بنشر لافتات هنا وهنا..

أرجو ان لا يعتبر هذا إنتقاد شخصي؛ وانما للمنصب والذي يمكن لأي شخص ان يكون به؛ وانا كمواطن أردني ومن أبناء المحافظة يحق لي ان ألفت أنتباه مجلس البلدية الكبرى لما يحدث . الانتقاد البناء ظاهرة صحية في المجتمعات المتحضرّة يهدف الى تطوير الخدمة.

ويجب ان لا ننسى ما أكد عليه جلالة القائد الاعلى اطال الله بعمره واعز ملكه مرارًا بأن المسؤول يجب ان يكون بالميدان.

وكلنا سمعنا ولاحظنا وشاهدنا دولة رئيس الوزراء الحالي وزياراته التفقدية المفاجئة للعديد من مرافق الدولة للاطلاع المباشر على مشاكل المواطنيين عن كثب من اول أيام تسلمه مهام عمله كرئيس للوزراء حتى يكون القدوة لكافة موظفي الحكومة .