facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فساد ثلاثي الابعاد برًا و جوًا و بحرًا


بسمة العواملة
24-11-2024 08:24 PM

عند الحديث عن الفساد في اي دولة من الدول ، دوماً ما يكون السؤال بذات الصيغة ، لماذا ينتشر الفساد و يسود في الدول الفقيرة على عكس الدول المتحضرة و المتقدمة ، و عادة ما تكون الاجابات مختلفة إلى حد ما ، إلا أن الجميع يتفق على أن الفساد يقوض المؤسسات و الديموقراطية في الدولة و بخاصة ما يتعلق منها بتطبيق مبدأ سيادة القانون كذلك يؤدي إلى تراجع التنمية الاقتصادية ، بسبب تعطل آليه تشجيع الاستثمار وذلك بسبب انتشار الرشوة ، الاختلاس و الاحتيال،الابتزاز،سوء استخدام السلطة، المحاباة و المحسوبية ، إضافة إلى استغلال النفوذ و ما يتبعه من كسب غير مشروع و غيرها الكثير من الصور المتعددة والتي جميعها تلتقي في ذات المستنقع الآسن الذي يقوض جهود التقدم و التنمية و يحرم المواطنين من حقوقهم.

فالفساد يشمل كثير من القطاعات ، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك الفساد الإداري و المالي ، الإعلامي و الصحفي ، وفي بعض مؤسسات القطاع الخاص بعض النقابات المهنية و بعض مؤسسات المجتمع المدني.

و هناك ايضاً فساد من بعض رجال الدين ممن يمتهنون المتاجرة بالأديان و يتربحون من خلالها ، بحيث يكفرون من يخالفهم في النهج و يخرجونه من المله ، و هناك فساد النواب الذي يبدو واضحاً جلياً حينما يتقاعس النائب عن القيام بواجبه من خلال الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية و استجوابها بحالة تقصيرها عن اداء واجباتها و القيام بمسؤولياتها المناطة بها .علماً بان المجال هنا لا يتسع للحديث عن الفساد بكافة اشكاله و صوره نظراً لتشعبه و تعدده.

وايضاً لن اتحدث عن جهود هيئة مكافحة الفساد و دورها التوعوي في هذا المجال ، وكيف أن المملكة كانت من اوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد و ذلك عام 2003 و تبعتها بالتوقيع على الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد عام 2010.


و ما تبعه من التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم مع العديد من الدول ، ناهيك عن الاستراتيجية الوطنية التي عملت عليها الهيئة بهدف السعي لتنفيذ الفصل الثاني و الخامس المتعلق بالتدابير الوقائية و إسترداد الموجودات في ملف مكافحة الفساد و اعتماد الية لمراجعة مدى التزام التشريعات الوطنية و موائمتها مع بنود الاتفاقية و بيان ماهية التدابير اللازم اتخاذها لتخطي الصعوبات و العقبات التي تعرقل تنفيذ هذ الاتفاقيات.

بهدف تحقيق اهداف التنمية المستدامة و بحيث تضمن ديمومة جهود التقدم و السير قدماً في الحفاظ على الموارد اللازمة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية و السياسية كذلك.

بل سأستبق الحدث ، بالحديث عن اليوم الدولي لمكافحة الفساد و الذي يصادف اليوم التاسع من ديسمبر من كل عام ،والذي سيأتي هذا العام تحت شعار (الإتحاد مع الشباب ضد الفساد و تشكيل نزاهة الغد) وهذا التركيز على دور الشباب في مكافحة الفساد نابع من اهمية الدور الذي يلعبه حراس النزاهة من الشباب كمدافعين و مناصرين ،بحيث يشمل هذا الدور زيادة الوعي بشأن تداعيات الفساد و اثاره السلبية على المجتمعات و بخاصة الفئات الفقيرة منها ، من خلال المشاركة بالنقاشات و الأنشطة و ايجاد الحلول الناجعة لمكافحة الفساد بكافة السبل.

ومن وحي شعار هذا العام في الحملة التي تترافق مع الاحتفال بهذا اليوم العالمي المهم و التركيز على اهمية اشراك فئة الشباب بهذه الجهود ، وكون الأردن يحقق تقدماً ملموساً في هذه الصدد ، حبذا لو يتم تخصيص و استحداث جائزة سنوية باسم سمو ولي عهدنا المحبوب الأمير الشاب الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله ، كونه الداعم الأكبر للشباب في كافة المجالات، بحيث تُعنى هذه الجائزة بتكريم الشباب المتميزين في مجال مكافحة الفساد، على غرار مسابقة الهاكاثون المعنية بتطوير لعبة إلكترونية تهدف لنشر ثقافة النزاهة و تعزيزها بالإضافة إلى مكافحة الفساد.

وبحيث تكون هذه الجائزة على صعيد اكثر شمولية و اوسع ، بحيث تكون لأكثر الإسهامات تأثيراً في نشر ثقافة النزاهة و نبذ الفساد و مكافحته بكافة السبل من خلال الاشتباك الايجابي مع الشباب و رفع وعيهم و خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر و التيك توك و غيرها من وسائل التواصل باعتبارها الأكثر تأثيراً ، و كيفية احداث هذا الاثر.

بالإضافة إلى المقترحات التي تُحدث تاثيراً على زيادة و رفع وعي جيل الشباب بمخاطر الفساد و الوقاية منه بالعمل الاستباقي لتجفيف منابع الفساد و اجتثاثه من جذوره بكافة اشكاله سواء المتمثل في الواسطة او المحسوبية او المحاصصة بالتعيينات و غيرها و ذلك كله بهدف تعزيز مبدأ الشفافية و تكريس لقيم العدالة و النزاهة.

فكلنا نعلم بان الفساد نقيض الإصلاح تصديقاً لقوله عز و جل ( ولا تفسدوا بالارض بعد إصلاحها ) و في آية اخرى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)

اي بمعنى أن الفساد من صنع الإنسان و التقاعس عن مكافحته يجر عليه وبالاً و خراباً ما بعده خراب

و نستذكر ايضاً مقولة لابن خلدون مفادها بأن انتشار الفساد يدفع بعامة الشعب إلى مهاوي الفقر و العجز عن تأمين مقتضيات العيش و بداية لإحداث شرخ كبير في الدولة .

بقي أن نختم بالقول ، باننا نمتلك الادوات اللازمة لإتمام المساعي الرامية لمكافحة الفساد و ارساء قيم العدالة الاجتماعية و النزاهة لتحقيق الإصلاح الإداري المنشود و ذلك باجتثاث منابع الفساد من جذوره ، و ذلك من خلال تفعيل التشريعات و احترام مبدأ سيادة القانون بالاضافة إلى المساءلة والمحاسبة لضمان تحقيق الإصلاح الاقتصادي و التنمية الشاملة و المستدامة و نحن بعون الله قادرون .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :