يشارك الاردن دول العالم الاحتفال في اليوم العالمي لمكافحة التدخين، والاردن من الدول التي تعاني من الزيادة المستمرة في اعداد المدخنين والامراض الناجمة عن التدخين اهمها السرطان والقلب والسكتة الدماغية بالاضافة الى الخسائر الاقتصادية بسبب التدخين والاصرار على ممارستة ضاربين عرض الحائط، ومتجاهلين، الرسائل التثقيفية والتوعوية ( الناعمة ) التي تقوم بها الدوائر الصحية المعنية للتوعية باضرار التدخين، حتى ان المقولة المتداولة على السنة المدخنين( دخن عليها تنجلي )غدت كالمعتقد الراسخ وكالحقيقة المسلم بها ، واصبحت شعارا المدخنين يتفاعلون معه وينصاعون له، فالذي يريد التجلي والانبساط يجدها في " المج " على السيجارة، وهذه المعتقدات والامثلة الخاطئة كان سبب رئيسي في نشر التدخين وخاصة بين فئة الاطفال .
والواقع العلمي والعملي يشير الى غير ذلك فقد أجمعت دول العالم كافة من خلال وزارات الصحة والمنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية على أن التدخين " وباء " مثل السل والكوليرا والشلل والايدز " ، بل هو أكثر الأوبئة خطراً وفتكاً بالناس لأن ضحاياه أكثر من ضحايا الحوادث ، وأمراض السل والكوليرا ، والشلل ، والايدز .
والتدخين من الأمور التي لا يقرها الدين ، وفيه من الأضرار ما لا يعد ولا يحصى على الصحة، والنفس والمال، والتدخين مسؤول عن 90- 95 % من حالات سرطان الرئة والتي معظمها تصيب المدخنين و 80- 85 % من حالات الالتهاب الشعبي والمزمن من القصبات ، 35 % من جميع حالات السرطان بكل أنواعها ، 25 % من وفيات القلب والسكتة الدماغية ، 50 % من حالات الوفيات عند غير المدخنين وفي الأردن فان التدخين يعد من اسباب الاصابة بمرض السرطان وخاصة سرطان الرئة فقد اثبتت الاحصاءات ان (90%) من حالات سرطان الرئة سببها التدخين، والتدخين سببب رئيس لسرطان ( الفم ، الحنجرة، المثانة، البلعوم )، وبالمجمل فان التدخين مسؤول عن (35%) من حالات السرطان الموجودة في الأردن.
وفي الأردن تشير الدراسات الكمية التي نفذت من قبل العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية أن 82 % من المدخنين مارسوا التدخين قبل العمر 25 سنة وهذا يضاعف معدل التعرض للإصابة بالأمراض والتي تصنف ضمن الامراض الخطيرة والمعقدة، في حين ان نسبة المدخنين من الذكور تتجاوز الـ (50%) والإناث يتجاوزن ال ( 36 %) ، اما نسبة الذين لم يمارسوا التدخين مطلقا فهم 25 % ) )من إجمالي السكان ، والحقيقة التي يجب التوقف عندها (17%) من طلبة المدارس مدخنون ، وان ( 40% )من طلبة المدارس يدخنون بمعرفة الأهل وأن( 10 % ) يدخنون في حرم المدرسة أي داخل أسوارها ، وأن( 16 % ) من طالبات المدارس مدخنات ، و (25% ) من الطلبة مدخنين ، وان ( 29%) من حالات التدخين التي تتم في المدارس لم يتخذ المعلمون فيها اي اجراءات ، بينما (49%) تلقوا النصيحة بعدم التدخين، و(25%) تم اتخاذ اجراء بحقهم، وان ( 23%) من المدخنين تم تكليفهم بشراء التدخين لمعلميهم . وان 21.5% من الشباب والشابات (13-18 سنة) مدخنون، والمعلومة الاشد والاخطر ان ( 34%) من المدخنين في الفئة العمرية (12- 15) سنة منهم (37%) ذكور و(20%) اناث ، والاعجب من كل ذلك ان نسبة التدخين بين فئة الاطباء تبلغ( 34%)، والمعلومة المؤلمة تؤكد أن ( 720) مليون دينار ينفقها المدخنين في الأردن على التدخين، هذا غير الأموال الطائلة التي تنفق على معالجة الأمراض الناجمة عن التدخين، في الوقت الذي تمنحنا الدول الصديقة والشقيقة منح ومساعدات وهبات مالية سنوية لرفد ودعم اقتصادنا الوطني بمبلغ يقل او يزيد قليلا عن هذا المبلغ.
وبعد،،، قوة الإرادة والعزيمة السلاح الوحيد للأقلاع عن التدخين، فلتستعينوا بالصبر والتسلح بالارداة القوية، فكما بدأتم التدخين بالارادة، والدلع والولع، ومراعاة الاصدقاء، والتقليد الاعمى، اتركوه بالتسلح بالاراده القوية، والثقة بالنفس، والتحدي وقوة الشخصية.
مسك الكلام،،، دخن عليها تنجلط !!
ohok1960@yahoo.com
اكاديمي،،، تخصص علم اجتماع