مكالمة غاضبة مع خالد شاهين
ماهر ابو طير
31-05-2011 04:09 AM
كانت الساعة تشير الى الثالثة والربع، عصر امس، واذ برقم بريطاني، يطلبني على هاتفي الخلوي، رددت وكان السيد خالد شاهين على الخط، يتحدث من العاصمة البريطانية.
صوته المثقل والمبحوح، كان يحمل شحنة غضبة غير عادية، غضب يمتزج بعتب شديد، عليّ شخصياً، وعلى آخرين في الاعلام، ليقول شاهين ان اسمه بات منتجاً اعلامياً يتم استغلاله للشهرة، ولجمع القراء، ولفت الانتباه، معتبراً ان الايذاء بلغ مبلغاً كبيراً جداً.
يقول شاهين اذ اسأله هل سيعود الى الاردن، ولماذا يوصف بالفار من العدالة فيقول «لست فاراً من العدالة، انا خرجت بشكل رسمي، ووفقاً لتقارير الاطباء، وعائلتي ستعود غداً الى عمان، والذي يعيد عائلته الى الاردن، لا يوجد لديه اي سوء نية، والا ما اعاد عائلته، وانا لدي اربع عمليات جراحية مقبلة على الطريق، بعضها سيؤدي الى قص جزء من عظم القصبة الهوائية، وهناك ورم عند الغدة الدرقية يشتبه بأنه ورم سرطاني، وهذا امر اكشفه لاول مرة».
يضيف شاهين «لقد تم ايذائي في سمعتي وسمعة عائلتي، سجِّل على لساني، اذا ثبت انني اخذت قرشاً واحداً من الخزينة سرقة او رشوة او مخالفة للقانون فمستعد ان ادفعه مرتين، سّجل على لساني، ايضاً ان سكوتي كان هدفه عدم الدخول في مهاترات، وفي محاولة ايذائي وحرق سمعتي والصراعات بين مراكز القوى التي تريد خلق الزوابع، باعتباري الفاسد، سجِّل على لساني حتى في قضية المصفاة، لم ادفع قرشا كرشوة، ولم اتلق قرشاً كرشوة.
يشعر شاهين بغضب بالغ لانه كما يقول تم تحميله الذي عليه والذي ليس عليه، وانه تم تركيز الاضواء عليه، بشكل مُتعمَّد، هذا على الرغم من انه (لا توجد اي قضية عليَّ في الاردن، تفيد بحصولي على رشوة او دفعي لرشوة، فلماذا يتم تقديمي كبش فداء في هذا المشهد)، قائلا انه لن يسكت على تلطيخ سمعته، وعلى تلطيخ سمعة عائلته، وسيلجأ الى كل الوسائل القانونية، للحصول على رد اعتبار امام حملات التشهير والاخبار والتعليقات، وغيسواءر ذلك من حقوق لاتزول، كان في لندن او عمان.
يقول ايضاً.. «سوف اتصدى قانونياً لكل من اساء لي، سواء كنت في المستشفى، او عدت الى السجن، لان هذا شيء، وتلطيخ السمعة شيء اخر، فأين هو الفساد الذي ارتكبته، واين هي الرشاوى التي اخذتها او قدمتها، لقد تضررت كثيراً من هذه الاساءات البالغة، لانها لاتتحدث عن معلومات، ولا ادلة، وكل ما في الامر زوابع يتم انتاجها اليوم، اتعرض الى حملة مبرمجة، هذا فيلم هندي، واصبحت اليوم، سلعة رائجة يتاجر بها من يريد الشهرة، او الظهور بصورة البطل، او من يبحث عن منافع، وذاك الذي يريد تصفية الحسابات».
يشعر بغضب بالغ ويقول «ليقول كل طرف ما عنده وسيأتي يوم اقول فيه كل ما عندي، ما دمنا وصلنا الى هذه المرحلة من التلطيخ والاساءات وتشويه السمعة وتحميلي كل شيء ظلماً، والتشاطر عليّ، فالظلم ظلمات».
يضيف شاهين «سأعود الى الاردن، سأعود نعم، ولست فاراً من وجه العدالة، وامامي اربع عمليات، وبحاجة الى عدة شهور، وسوف يتذكر الجميع ما قلته انني سوف اعود، بعد ان انهي علاجي، وانا اتحدى بصوت مرتفع ان يقول لي الذين يهاجمونني اين الفساد الذي عملته؟! اين الفساد؟! ليقول لي هؤلاء بدلا من الاساءات، اتحدى ايضاً ان اكون قد رشوت احداً، او سرقت احداً، او ان اكون قد حصلت على قرش من الخزينة بغير وجه حق، ومستعد لدفعه مرتين، اما حرق سمعتي وتاريخي وسمعة اهلي، والتجرؤ علينا واستباحتنا، فهذا امر لن يتم السكوت عليه، لان لنا حقوقاً لانفرط بها، تحت وطأة الحملات، ونريد غداً ان نعرف على اي اساس تم توسعة هذه الحملة ضدي، وتلطيخي واهلي بكل ما ليس لي به علاقة، فقد باتت موضة يتسابق الجميع عليها، نحن عائلة ميسورة تاريخياً ونشاطنا ممتد عالمياً، وليس منطقياً اليوم ان يتقافز هذا وذاك وكأن اموالنا مسروقة من الخزينة، ولولا هذه السرقات لما كنا. ما هذا الكلام بلا ادلة، مجرد اتهامات يتم رميها على وجوه الناس».
بغضب شديد، بدأ مكالمته وانهاها، لكنه كان يقول ان على الجميع ان يتذكروا انه لم يفر ليلا من انفاق سلحوب، وانه عائد الى عمان، وان تحويله الى «جمل الفساد» في الاردن الواجب نحره، امر غير محتمل، وهو يتحدى بصوت مرتفع النبرة كل من يثبت انه اخذ رشوة او اعطى رشوة في اي عطاء او قضية في الاردن، مختتما كلامه بقوله «لو كان لدي سوء نية، لما كانت عائلتي واولادي سيعودون غداً الى الاردن، ووجودي في الخارج للعلاج قانوني ولم افر ليلا، وانا عائد الى وطني».
هذا هو مضمون المكالمة مع خالد شاهين وهو كلام على عهدته ويبقى قابلا للاخذ والعطاء والتاكيد والنفي. وتبقى قضيته مطروحة امام الرأي العام والمؤسسات الدستورية ونتائج التحقيق.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)