لطالما كان الوطن هو الحصن الذي يحتضن أبناءه، وهو الأرض التي نرويها بولائنا ونعطرها بحبنا وتضحياتنا، وما حدث أمس في منطقة الرابية من محاولة جبانة لإثارة الفوضى أو تهديد أمننا، يعيد التأكيد على أهمية التصدي لكل من يحاول النيل من هذا الوطن العظيم وقيادته وأهله أو يشكك بإنجازاته وتضحياته، سواء بالسلاح أو بالكلمة المسمومة.
رجال الأمن وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، هم درع الوطن وحماته، لم ولن يترددوا يومًا في مواجهة كل من يتجرأ على تجاوز الخطوط الحمراء. حادثة أمس كانت رسالة واضحة لكل من يفكر أن يعبث بأمن هذا الوطن الغالي: “من تسوّل له نفسه المساس بأمننا واستقرارنا، فلن يجد إلا يدًا حازمة تقتص منه دون تهاون.”
لكن دعونا لا نغفل عن جانب آخر لا يقل خطورة عن أفعال المجرمين المسلحين. هناك أصوات، ناعقة، تظهر بين الحين والآخر تحت شعارات كاذبة، وأقنعة خادعة. أصوات تحاول زرع الفتنة، وتشكيك أبناء الوطن في قيادته، وأمنه، وحتى في وحدته. يتحدثون عن “حقوق” و”إصلاح” وهم لا يعرفون معنى الوطنية ولا يدركون قيمة الكرامة التي يعيشونها.
هؤلاء ليسوا أقل خطرًا ممن يطلق النار على رجال الأمن.
بل هم من وجهة نظري الأخطر؛ لأنهم يقتلون العقول قبل الأجساد.
إنهم يحاولون التسلل إلى القلوب بزرع اليأس والتشكيك، ويحاولون أن يجعلوا من حب الوطن جريمة، ومن الولاء له ضعفًا.
رسالتي إلى أولئك الذين يسيئون إلى الوطن:
قد تظنون أن كلماتكم الرخيصة ستنال من وحدة هذا الشعب أو من ثقته بقيادته، لكنكم واهمون. هذا الوطن ليس للبيع، وأبناؤه ليسوا مُغفلين. الشعب الذي عاش التجارب وتجاوز الأزمات أقوى من أن تؤثر فيه شعاراتكم الزائفة.
ورسالتي إلى أبناء الوطن الأوفياء:
وطننا أيها الأحبة مستهدف ليس فقط من الخارج، بل من الداخل أيضًا، من خلال محاولات التحريض والتفرقة. واجبنا اليوم أكبر من أي وقت مضى.
• لا تصدقوا كل صوت يدعي الحرص على الوطن وهو يطعن في وحدته.
• لا تسمحوا لأي شخص أن يعبث بمبادئكم أو يزرع الشك في قلوبكم.
• كونوا على يقين أن أمن هذا الوطن هو خط الدفاع الأول عن حياتكم ومستقبلكم، وأن كل محاولة للمساس به هي محاولة للنيل من كرامتكم وحريتكم.
الوطن ليس شعارات، الوطن فعلٌ وإخلاص وولاء وانتماء.
الوطن ليس مجالًا للتشكيك أو التحريض. ومن يعتقد أن بإمكانه أن يزرع الفتنة بيننا، فلينظر إلى مصير من سبقوه.
ختاماً أقول لكل خائن ومغرض، مهما كانت وسائله أو شعاراته:
الوطن أكبر منك ومن أجنداتك وأحقادك.
ولكل بطل من أبطال الأمن، و لكل مواطن شريف، أقول:
أنتم فخر هذا الوطن وعزه، أنتم حصنه، وستبقون الحصن المنيع الذي لا يُكسر.
حفظ الله وطننا من كيد الأعداء في الداخل والخارج، وجعل كيدهم في نحورهم، إنه سميع مجيب