أبعاد اخرى لحادثة الرابية .. هل هو ذئب منفرد حقا؟
24-11-2024 01:48 PM
عمون - عبدالله مسمار - لا يختلف اثنان على أن أي عمل يستهدف ابناءنا من رجال الأمن العام والجيش والأجهزة الأمنية كافة، هو عمل إرهابي، وأي عمل يستهدف أمن الوطن والمواطن ومصالحه هو إرهابي أيضا، حتى وإن كان مراده غير ذلك.. لكن مقتنيات منفذ إطلاق النار في محيط سفارة الاحتلال تكشف ابعادا اخرى للحادثة..
منفذ العملية حمل معه زجاجات حارقة وسلاح رشاش اوتوماتيكي، ولم يتوجه إلى اقرب دورية شرطة لإطلاق النار عليها، بل استهدف دورية تقوم على تأمين موقع السفارة، ما يعني أنها كانت الهدف..
أما الزجاجات الحارقة.. فتشير إلى أنه كان يريد إحراق السفارة وإضرام النار بها، فمن لا يعرف ان سفارة الاحتلال فارغة حتى من الحراسات الاسرائيلية، ولا أحد فيها لقتله؟!..
سيناريو الحادثة يكشف تحليليا أن المنفذ أطلق النار باتجاه دورية الامن ليحقق فرصة التسلل داخل السفارة وتنفيذ مهمته، فهو بالتأكيد لن يستطع اقتحام السفارة والولوج إليها دون التخلص من حراسات الأجهزة الأمنية في الخارج..
إذن حاول المنفذ استخدام الأجهزة الأمنية وسيلة لتحقيق هدفه الأساس، وبما انه من متعاطي المخدرات كما كشفت الأجهزة الأمنية فربما صورت له مخدراته قدرة عظيمة على مواجهة الأمن منفردا !..
السيناريو يكتمل فعلا بمعرفة أن المنفذ من متعاطي المخدرات، فلا يمكن لعاقل أن يتصور نفسه قادرا على تنفيذ عملية كهذه وحيدا، يتخلص فيها من رجال الأمن الذين يطوقون السفارة منذ أحداث اكتوبر 2023، بسلاح رشاش، ثم يلج إلى السفارة ذات الأسوار العالية والأبواب الموصدة ليلقي زجاجاته الحارقة..
المشهد لا يمكن رؤيته إلا في مسلسل عصابات تركية أو فيلم هندي.. إلا إذا كان معه من يعاونه في ذلك فخططوا لإشغال الأجهزة الأمنية بإطلاق النار بينما يتسلل آخرون.. وهو ما لم يتحقق..
الرشاش الأوتوماتيكي والزجاجات الحارقة هي ليست من تلك الاسلحة المتداولة على نطاق واسع بين الأردنيين، خاصة في العاصمة عمّان، وكذلك إطلاق النار على رجال الأمن العام بدم بارد، أمرين قد يشيرا إلى احتمالية أن يكون المنفذ من الذئاب المنفردة لإحدى الخلايا النائمة في الأردن، كالتي ضبطت قبل فترة قريبة في منطقة ماركا، أو غيرها من الخلايا الإرهابية التي استهدفت الأجهزة الأمنية في سنوات مضت.
تحقيقات الأجهزة الأمنية التي بدأت فور انتهاء الحدث ستكشف بالتأكيد هل هو ذئب منفرد حقا؟..