استخلاص الدروس من السنوات الصعبة ممارسة حميدة في التخطيط الاقتصادي.
مر معظم العام 2024 ثقيلا وقاسيا على قطاع السياحة الأردني بمختلف مكوناته: فنادق، ومواقع سياحية، وحافلات مستأجرة، وأدلاء وعاملين.
مع ذلك، نجد هنا وهناك في البيانات الصادرة عن وزارة السياحة والبنك المركزي تطورات إيجابية وأخرى ملفتة يمكن البناء عليها للسنوات القادمة.
مثلا، تظهر بيانات زوار المملكة ارتفاع عدد السياح السعوديين ب 180 ألف زائر مقارنة بالعام 2023.
كما تظهر ذات البيانات ازدياد عدد السياح من عرب فلسطين بأكثر من 80 ألف زائر خلال الأشهر ال10 الأولى من العام 2024.
هذا النمو الكبير في السياحة الوافدة في سنة صعبة يتطلب من الجهات المعنية مزيدا من التحليل والانتباه، خصوصا وأن ارتفاع عدد السياح من الجنسيتين لم ينعكس بشكل ملموس على المنشآت والمواقع السياحية.
وقد يكون من الأجدى للجهود التسويقية التركيز على الأسواق القريبة والزوار الفعليين وتشجيعهم على السياحية في الأردن بدلا من الذهاب إلى الأسواق البعيدة.
من الملاحظات الملفتة الأخرى هذا العام استقرار الإنفاق السياحي للأردنيين في الخارج فوق مستوى مليار دينار رغم جميع الظروف السلبية السائدة.
وفي هذا مؤشر نسبي على ضعف فعالية جهود ترويج السياحة الداخلية، والتي تتركز معظمها على الفئات الأضعف دخلا والأقل قدرة على السياحة الخارجية.
هذا يتطلب من المعنيين إعادة النظر في برامج الترويج الداخلي، وربما الانتقال من البرامج العامة إلى حملات أضيق نطاقا تستهدف فعاليات وفئات معينة وفترات محددة من العام.
الملاحظة الأخيرة تتعلق بخطوة الحكومة الموفقة بتسهيل إجراءات دخول عدد من الجنسيات لتحفيز السياحة العلاجية.
والتفكير يدور هنا حول إمكانية البدء بتسهيل دخول الحاصيلين على تأشيرات وإقامات الدول المتقدمة والخليجية إلى المملكة.
نشاط الحكومة الحالية وسرعة إنجازها يرفع سقف الطموحات، ويحفز على تبني المزيد من الخطوات الجريئة.