facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الثقافة والشباب3: الإرادة


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
23-11-2024 05:41 PM

أميل لتعريف الارادة على أنها مقاومة الشهوات و العادات و العواطف و الاوهام و منطقة الراحة في العقل الباطن لذلك فإنها من منطق عمل الدماغ تعتبر جزء من العقل الواعي و المسؤول عن معالجة الذكريات و المعرفة و التجارب لفهم الحاضر و التعامل معه و للتخطيط للمستقبل.

أي ان الارادة عملية واعية لضبط ايقاع العقل الباطن و تحدي برمجته. لذلك فإنها عملية فردية و بالتالي عندما نسمع احياناً مصطلح إرادة الشعوب او الجماهير فإننا نعني ارادة مجموعة فقط من الافراد لأن الجماهير بطبيعتها تميل للمألوف و الاسهل و بالتالي فهي تميل لاتباع العقل الباطن بشقيه العاطفي و الغريزي.

الارادة تحتاج قضية او فكرة نؤمن بها بشده و اهداف نؤمن أو نطمح لتحقيقها و يساعد وجود محيط معزز و قدوة نحتذيها و الاهم من ذلك ايمان بالقيمة الذاتية أي أن يشعر الفرد أن له قيمة و ليس ثمن لانه اذا حدث تسليع للذات فلا حاجة للارادة فالمال و المصالح الآنية ستصبح هي المحرك الحقيقي مع غياب احترام الذات و التي لا يعيدها التمترس خلف شعارات دينية او وطنية أو ثوريه او ادعاء الاهمية او الشعارات الجوفاء فمن يفقد قيمته الذاتية يفقد احترام الذات و تلقائيا يفقد احترام الاخرين و يبقى ساعياً خلف سراب الاوهام.

من منطلق عمل الدماغ فالارادة تحتاج توازن ميال لصالح السيروتونين في منطقة الفص الدماغي الجبهي ليضبط و ينظم عمل العقل الباطن و هي عملية تدريبية تحتاج الرغبة و التكرار و الانضباط و الاستمرار.

مثلا قد نميل وفق شهواتنا للكسب السريع غير المشروع أو المتع السريعة او الشهرة المبنية على مضمون فارغ و لكن تأتي الارادة بدفقات من السيرتونين لتعيد الضبط.

و قد نميل وفق عواطفنا للحب او الكره وفق انطباعاتنا الاولية أو قد نميل للتعميم على شعب وفق حدث فردي أو قد نميل لرفض الآخر لسمات لم يقررها هو و لكن تأتي الارادة الواعية لتضع الامور في نصابها المنطقي الحقيقي.

و قد نميل الى أن نصبح فريسة الاوهام و الوساوس من العقل الباطن بأننا لا نستطيع او مرضى او قلقين و كل ذلك ليبقينا العقل الباطن في مرحلة الاستعداد بسبب غريزة البقاء القائمة على القتال او الهرب و لكن الارادة و معالجة التفاصيل بالمنطق في منطقة الارادة تدفعنا لمقاومة الاوهام و الوساوس و القلق.

أما العادات فهي مجموعة من الروتين الذي ألفناه و عادة ما يتم برمجة عقلنا الباطن بناء على تربيتنا و تأثير الاسرة و المدرسة و المجتمع فنصنف الاخرين على أساس نحن و هم و ليس على اساس القيم المشتركة بيننا و معيار القيم النبيلة التي اثبتت اهميتها عبر العصور مثل رفض الظلم و التمييز و رفض العنف و تعزيز الحوار و قبول الاخرين و الارادة هنا تلعب دوراً محوريا و لكن تحتاج استمرار و تكرار مقاومة شديدة للسئ من العادات.

برأيي أن الارادة جزء من الهوية او مظاهرها خصوصا في جيل الشباب فهنالك صراع خفي حاليا بين اتباع الشغف و الميل للانجازات المادية السريعة حتى لو كانت على حساب القيمة الذاتية و بين الانضباط و الاستمرار و العمل الجاد لتحقيق النجاح و تنمية الارادة في وجود قيمة ذاتية و افكار نؤمن بها و أهداف نصبو اليها مقسمة الى مراحل قابلة للتحقيق هي ما نحتاج غرسه في جيل الشباب. يساعد على ذلك طبعا وجود محيط معزز و في غيابه ان يصنع الشاب عالمة الخاص المعزز. كما يساعد وجود قدوة من الحاضر أو التاريخ لان القدوة شخص مر بما مررنا به او سيمر به الشاب و بالتالي فالسير على جزء من خطاه سيسهل المهمة.

دمتم بود





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :