facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمريكا تواجه العالم قضائيا


كمال زكارنة
23-11-2024 01:49 PM

قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوجيه مذكرات اعتقال، لكل من المجرمين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ويواف غلنت وزير حرب الاحتلال السابق،بتهم ارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية في قطاع غزة ،يشكل سابقة تاريخية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،ونقطة تحول جذرية في هذا الصراع الطويل والمرير.
وهي المرة الاولى التي تصدر فيها محكمة دولية هكذا قرار ،رغم ارتكاب الاحتلال عشرات المذابح والمجازر ضد الشعب الفلسطيني ،منذ العام 1947 وحتى يومنا هذا.

الا ان الولايات المتحدة الامريكية كعادتها دائما، تفردت بالوقوف الى جانب الاحتلال ،واعلنت رفضها لقرار الجنائية الدولية ،وعزمها على الدفاع عن جرائم الاحتلال في غزة وفي كل مكان،ووجهت تهديدات مباشرة ضد المحكمة الجنائية الدولية كمؤسسة دولية،وضد القضاة العاملين فيها جميعا،في حال عدم سحب القرار وتنفيذ الاعتقال بحق المجرمين نتنياهو وغالنت.

العديد من دول العالم اعلنت التزامها بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية ،ومن بينها دول حليفة للاحتلال ،وهناك 124 دولة في العالم اعضاء في هذه المحكمة وتلتزم بتنفيذ قراراتها ،الا امريكا التي تعارض القانون الدولي وتنتهك العدالة الدولية ،تقاتل من اجل رفض وتعطيل واعاقة ومنع تنفيذ القوانين والقرارات الدولية العادلة والمنصفة ،وتمارس ابشع انواع الاجرام والظلم والقهر والارهاب ضد الشعوب الضعيفة والمحتلة،من اجل حماية الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه وارهابه.

اليوم اصبحت المحكمة الجنايئة الدولية ،بفضل المواقف الامريكية مهددة بشكل مباشر وخطير بالزوال والاغلاق،لانها تعرضت لمجرمين قتلوا ستين الف فلسطيني وجرحوا مئة وعشرين الفا ،واجبروا مليونين ونصف المليون على النزوح داخل مساحة لا تتجاوز 362 كيلومترا مربعا،ومارسوا جرائم لم تعرفها البشرية منذ خلق آدم وحواء،وقد نترحم على الجنائية الدولية بعد ثلاثة اشهر على ابعد تقدير.

كل العالم في جهة ،وامريكا والكيان الغاصب في الجهة المقابلة،عزلت امريكا نفسها ونبذت حالها ،ووقفت في وجه المجتمع الدولي ،وتصدت للقانون والقضاء الدوليين النزيهين العادلين ،كل ذلك لمنع محاكمة ومعاقبة المجرمين .

ردة فعل المجرمين الاسرائيليين المدانين ،والذين لم يأتيهم الدور بعد،وهم بانتظار الادانة وصدور مذكرات الاعتقال بحقهم ايضا،كانت وقحة جدا،ووجهوا الفاظا بذيئة ونابية بمستواهم ،للقضاة والمحكمة ،وهذه قضية اخرى يمكن تقديمها ضدهم امام الجنائية الدولية.

ردود افعالهم كانت عنيفة، لانهم لم يعتادوا على المحاسبة والمسائلة والعقاب،طوال احتلالهم لفلسطين منذ 78 عاما ،بسبب الحماية الامريكية الشاملة والمطلقة لهم ولاجرامهم وظلمهم للشعب الفلسطيني .

قرار المحكمة الجنائية الدولية، فتح مسارا جديدا مهما جدا لصالح القضية الفلسطينية ،يمكن البناء عليه ،وتحريك العديد من القضايا امام الجنائية والعدل الدليتين ضد الاحتلال وجرائمه،من خلال تشكيل لجان متخصصة بالقانون الدولي ،عربية دولية مشتركة ،والعمل على تقديم شكاوى وقضايا امام المحكمتين ضد الاحتلال وجرائمه.

مثل هذا الاجراء سوف يعزز مسارات سياسية ودبلوماسية وقانونية وقضائية اخرى،مثل الحراك في اطار الجمعية العامة للامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 67،وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية خلال عام واحد،والجهد الذي تقوده المملكة العربية السعودية لتشكيل تحالف دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وترسيخها وتجسيدها على ارض الواقع،وموافقة مجلس الامن الدولي على كل هذه المساعي الدولية.

الجرائم الاسرائيلية في فلسطين ولبنان تعزل، امريكا واسرائيل دوليا،وكما هو واضح ،فان التحالف الاوروبي والدولي مع الكيان يتصدع،بعد ان تكشفت حقائق لم تكن معروفة عن الاحتلال للشعوب والحكومات الاوروبية ،ولأول مرة تنهزم وتفشل الماكنة الاعلامية الاسرائيلية في اوروبا ،كما حصل في هولندا وفي فرنسا واسبانيا وايرلندا وسلوفينيا وغيرها من دول العالم،وظهر زيف وكذب الرواية الاسرائيلية.

تسابق ادارة بايدن الزائلة، الزمن للتوصل الى وقف لاطلاق النار في لبنان وغزة ،قبل تسلم ادارة ترمب السلطات الدستورية في البيت الابيض،وتحقيق انجازات سياسية وامنية لحكومة الكيان،كما تعمل على تفتيت جبهات المقاومة وبخاصة الفصل بين جبهتي لبنان وغزة، والكلمة الفصل في هذا الموضوع لحزب الله.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :