الأردن بموقعه في قلب الوطن العربي والعالم القديم يشكل همزة وصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، الأردن بلد غني بالتاريخ والثقافة والجمال الطبيعي ويتطور باستمرار لتلبية متطلبات الحياة المعاصرة والحديثة في كافة المجالات بما في ذلك صناعة السياحة، وخلق مكانة وتأثير في الفعاليات التقليدية والدولية والفنون المختلفة واحتضان المواقع التراثية الخلابة، فضلاً عن أن المشاركة المجتمعية في هذا الصدد والجهود الوطنية تساهم في تعزيز أهمية الأردن كوجهة سياحية، وفي المشهد الجيوسياسي فإن تقاطع هذا الجانب مع السياحة له آثار كبيرة على دول مثل الأردن.

كانت للعوامل الجيوسياسية آثار مباشرة وغير مباشرة على مصالح الأردن واستقراره الداخلي، تاريخياً جعلت الجغرافيا السياسية الأردن يلعب أدواراً إقليمية مهمة وفرضت أدواراً رئيسية على صناع القرار السياسي، وكان لموقع الأردن الاستراتيجي في الشرق الأوسط تأثير في تشكيل مشهده الجيوسياسي، ومقارنة بمعظم الدول العربية الأخرى في الشرق الأوسط، ظل الأردن تاريخياً مستقراً.

ومن الجدير بالذكر أن المشهد الجيوسياسي للبلاد وتطوره يلعبان دوراً حاسماً في تشكيل العلاقات الدولية، فهو يتضمن دراسة تأثير العوامل الجغرافية على السياسة. فهو يعمل كمجموعة من العوامل الجغرافية والسياسية المؤثرة على بلد أو منطقة. وبالتالي لم تعد الجغرافيا مجرد بقعة ثابتة على سطح الكرة الأرضية؛ بل إنها تتحدث عن السياسة والاقتصاد والتأثير، والتي تساهم في تحديد المسارات والاتجاهات المستقبلية.

لقد لعب الأردن دوراً كبيراً في الجغرافيا السياسية للمنطقة، فعلى مر السنين وعلى مدار تاريخه، كان للأردن دور كبير في قضية فلسطين، والتي تعتبر أحد ثوابت السياسة الخارجية الأردنية. وقد شكل الأردن تحالفات استراتيجية مع الدول المجاورة لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وتمكن من لعب دور في التحولات والتغيرات والأدوار الإقليمية.

وبسلوك سياسي متوازن، أقام الأردن علاقات دبلوماسية وتعاوناً دولياً، مما جعله حلقة وصل حيوية بين الشرق والغرب، على الرغم من ثقل وتأثيرات عناصر الجغرافيا السياسية على المملكة الأردنية الهاشمية. في الوقت نفسه، أصبحت الأردن أيضًا وجهة شهيرة للسياح من جميع أنحاء العالم.

تمكن الأردن من تطوير صناعة سياحية مزدهرة تقدم مجموعة متنوعة من عوامل الجذب. يمكن للزوار استكشاف المواقع الأثرية الشهيرة والوجهات السياحية في كل محافظة أردنية. علاوة على ذلك، كان التزام الأردن بتعزيز ودعم قطاع السياحة عاملاً رئيسياً في نموه. إن استقرار البلاد وتنوعها الثقافي يجعلها وجهة مغرية للسياح الباحثين عن مزيج من التاريخ والثقافة والحضارة والمغامرة والتجارب الغنية المقدمة من خلال جو من الفرح والضيافة الأردنية الأصيلة.

أصبح الأردن وجهة سياحية مميزة قائمة بذاتها، الأردن وجهة آسرة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. مع مواقعها الأثرية القديمة وأسواقها النابضة بالحياة وجمالها الطبيعي الأخاذ، تقدم الأردن مجموعة واسعة من التجارب للزوار لاستكشافها. وقد تأثرت بسياقه الجيوسياسي. من الحضارات القديمة إلى العصر الحديث، شهدت الأردن ديناميكيات جيوسياسية مختلفة أثرت على صناعة السياحة فيها، وكانت الأردن منذ فترة طويلة وجهة شهيرة للمسافرين. إن دراسة التفاعل بين هذين المجالين يمكن أن توفر رؤى قيمة حول كيفية تأثير الجغرافيا السياسية على السياحة في البلاد.