facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التماسك الوطني في مواجهة التحديات


د.علي النحلة الحياصات
23-11-2024 08:45 AM

يُعرف الإنسان بفطرته بتفاؤله، لكن هذا التفاؤل يجب أن يبقى في إطار حياته الشخصية، بعيدًا عن التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها الوطن.
في ظل الأوضاع العالمية الراهنة، يمر الأردن بمنعطفات صعبة تتطلب تحركًا حازمًا وواقعيًا. فالعلاقات السياسية المعقدة بين إدارة ترمب واليمين المتطرف في إسرائيل، بالإضافة إلى التنسيق السري مع إيران، تجعل المنطقة أكثر توترًا، ويبقى الأردن في موقف حرج بعيدًا عن هذه التحالفات.

يواجه الأردن اليوم تحديات غير مسبوقة على الصعيدين الداخلي والخارجي. فبينما تعتمد الكثير من الدول العربية على الدعم الخارجي أو التحالفات الدولية، يجد الأردن نفسه وحيدًا في الساحة السياسية العربية والإقليمية. لا يمكننا، في ظل هذه الظروف، الاعتماد على النظام الرسمي العربي الذي أصبح غائبًا عن الساحة السياسية فيما يخص القضية الفلسطينة بالكامل، ولا على المعادلات الدولية التي قد تفرض حلولًا على حساب مصالح الأردن الأمنية والاستراتيجية.

ما نحتاجه اليوم هو تحرك مختلف يركز على تماسك الجبهة الداخلية. بحيث يكون هناك توافق كامل بين المجتمع الأردني ونظامه السياسي على الثوابت الأساسية التي تقوم عليها الدولة، وعلى رأسها أن "الأردن للأردنيين" وأنه لا مجال لأي وطن بديل. الوحدة الوطنية لا تتحقق بالكلمات فقط، بل من خلال خطوات عملية لتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع مكونات المجتمع.

قديمًا قيل إن البيت الداخلي لأي أسرة هو أساس الأمن والاطمئنان، فالتماسك الداخلي يعد الدرع الواقي من أي تهديد خارجي. إذا كان البيت مترابطًا وقويًا في علاقاته، فإن أي تحديات أو مخاطر قد تطرأ من الخارج يمكن التعامل معها بحزم وسلامة. لا أذكر أن تم خلع أي نظام سياسي في العالم من قبل أي قوة خارجية إذا كان شعبه بكافة مكوناته معه. لذا، يبقى تعزيز الاستقرار الداخلي وتوحيد الصفوف هو المفتاح الأساسي لتحقيق الأمان وحماية الأردن من التفكك، لا سمح الله، أمام أي هجوم أو ضغط خارجي.

التفاؤل الزائف الذي نراه في بعض الأحيان قد يكون خطيرًا، فهو يساهم في تضليل الرأي العام ويجعلنا نغفل عن الواقع المرير. فالتطمينات السطحية قد ترفع المعنويات مؤقتًا، لكنها لا تُسهم في إيجاد حلول للأزمات الحقيقية التي تتراكم على الدولة. لذا يجب أن يكون تركيزنا اليوم على بناء إجماع وطني حقيقي يضمن استقرار البلاد والعباد في ظل الظروف المحيطة بها.

الأردن بحاجة إلى تكاتف الشعب والأرض والنظام السياسي معًا لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية . فإذا اختلت هذه المعادلة، فإننا بلا شك لن نكون بخير. فالتماسك الوطني هو الحل الوحيد لمواجهة الأزمات، وهو الطريق نحو الحفاظ على الوطن وسلامة ثوابته, ولا اعتقد ان هذه مسألة صعبة بالنسبة لوضع الاردن الاجتماعي والسياسي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :