لا أخافُ إلا من خالقِ الكونِ وكيانِيَ ونفْسي
من عظيمٍ فوق السماوات لا تراهُ عيْني
لا أخافُ إلا من أرضٍ أدُبُّ عليها بقاعِ قدَمي
من حفرةٍ بباطنِها إذا ما أُغْمِضَ للأبد جِفْني
لا أخافُ من مغيبِ شمسٍ يدُبُّ الهمَّ في صَدري
و لا من ظلامٍ مُوحٍشٍ يشُقُّ الغياهِبَ في أَرَقِ ليْلي
لا أخافُ من فُرقا أبٍ أو أخٍ أو سندٍ لظَهْري
إذا ما ارتعبتُ من التَّفَكُّرِ ليومٍ تُفارِقُني أمي
لا أخاف....
.................................................................
لا أخافُ من فرقا أبٍ أو أخٍ أو سندٍ لظَهري
فكيف لي ولا للسَّنَدِ مَنزِلٌ مذ دُبَّ نبْضي
لا أخافُ من تقدُّمِ العمرِ وسوء الصحةِ وهُزُلِي
إذا ما شُقَّ الظَّهرُ انحِدابا قُبَيلَ حتى رُشْدِي
لا أخاف الحبَّ ولا العشقَ ولا من سذاجةِ قلبي
إذا ما غُصتُ يوما ووَصَلتُ القاعَ وغاصَ عقلي
لا أخافُ من الحب....
بل من امتلاكِ روحٍ تؤولُ رُوحِي
إذا ما فارَقَتنِي يوما أعودُ بلا روحٍ كسابقِ عَهْدي
لا أخافُ من الحِرمان فلا لي مُلكٌ ولا حتى أنا مُلْكي
بل أرتعبُ الحرمان ما بعد إدمان رائحةَ عِشْقي
لا أخاف إذا ما أَيْقَظ العِشقُ نَبضي
وعُدْتُّ أملُكُ الدنيا مذ عَشِقْتُ وربّي
لا أخافُ ولا أخاف ولا أخاف
وكيف لي الخوف وعُدْتُّ أرتعب!!
أرتعبُ من الفُراقِ ومن بِحارٍ لا تَغلُبُ دمْعي
ومن مأساةِ عُمْرٍ تنتهيَ بانتحارٍ أو جنونٍ أو غضبِ ربّي
بل أرتعبُ من كلِّ ما ذا إذا ما غابَ عنّي
فتبا للحبِّ وتبا للعشقِ ولا تباً لمن غاب عني
بل تبا للارتعاب و تبا للخوف و تبا لماذا
تبا لماذا وقل لي بحق الكون لماذا
قل لي برب الكون لماذا
فلا كُنْتُ شيئاً ولا كانَ لِي شيءٌ
فعَدَدْتَّني شيئاً وأصْبَحتَ لي كلَّ شيء
كل هذا ولا أخاف !!!!
فلا يُداعبُنِي الآن إلا هواءٌ عليل
يطلبُ رُوحِي يناديها لمَرَدِّها
عند جليل
فقسما بربي لا أقدر العيش إلاَّ بِجَليل
فليس لي إلا جليلُ السماءِ بعد جليلِ الأرض
فجليلٌ خلقني
وجليلٌ أخذ روحي
والآن لِيَ القبر.