الثقافة والشباب2: الهوية
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
21-11-2024 11:34 AM
هنالك عودة قوية لليمين في العالم اجمع بالتالي هي عودة الهويات و صراعها.. اؤكد ما ذكرت في مقالي السابق (الثقافة و الشباب1) بالحاجة للتمييز بين مقومات الهوية و مظاهرها فالمقومات (اللغة، الاعتقاد، التاريخ و الجغرافيا) تجتمع لنا في الهوية العربية.
أما مظاهر الهوية (اللباس، الطعام، اللهجات، الارث الوطني..الخ) فهي تميز الدولة الوطنية. أي اننا في نهاية المطاف هويتنا الحقيقية هي العروبة مع أهمية الهوية الوطنية حيث ان الدول العربية لبنات في البنيان العربي.
لذلك لا بد من اعادة تعريف اليمين و الذي هو هويتنا العربية. ذلك ضرورة في عالم يتصاعد فيه اليمين في حين نعيش في منطقة تعيش أزمة و صراع هويات و للاسف جزء منها صراع مظاهر الهوية تحت مفهوم الهوية. نحن نعيش اليوم نهاية مشاريع حاولت تفتيت الهوية العربية مثل ما عرف بتحالف الاقليات و الذي للاسف انساق وراءه لا بل اصطف بخندقه التيار الاكبر من القوميين العرب.
ما يعنيني بالاردن أن أعيد التأكيد أن الحضن العربي المتمثل بمحور الاعتدال العربي هو عمقنا الحقيقي في صراع الهويات و لكن علاقتنا بهذا العمق قد تتأثر نتيجة اخطاء برايي في حسابات الانتخابات النيابية الماضية مما قد يؤثر على العلاقة المميزة التي بناها جلالة الملك على مدى سنوات و التي اكسبت الاردنيين احترام و محبة من الشعوب و الحكومات في ذلك المحور.
بالمقابل فإننا سنتأثر بالتغيير الذي يحدث في المحور الغربي بصعود الترامبية و محور اليمين الذي لا تمثل له الاردن بمواردها المحدودة اولوية و قد يتقبل حلول على حسابنا تؤدي لتصدير صراع الهوية الى الارض الاردنية مع ما يتبع ذلك.
الخص واقول ان صراع الهويات يتزايد نتيجة صعود اليمين و لا بد ان نحل ازمة الهوية و نحدد اطارها اردنيا بطريقه واقعيه بعيدة عن العواطف و عن التعصب بحيث تحتوي ولا تقصي و تقوي ولا تضعف و تحافظ على الحلفاء و العمق العربي في محور الاعتدال.