الجولات المكوكية التي قام بها مبعوث السلام الأمريكي إلى الشرق الأوسط بعامة و لبنان بخاصة عاموس هوكستين حملت في طياتها بذور الامل بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على هذه الجبهة الساخنة المشتعلة بين الكيان الصهيوني من جهة و المقاومة اللبنانية من جهة أخرى رغم تصاعد وتيرة العمليات الحربية المتبادلة بين الطرفين خلال الأيام القليلة الماضية .
إن تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة بين الدويلة العبرية المسخ و حزب الله الذي يشكل العامود الفقري للمقاومة اللبنانية يعكس إلى حد بعيد رغبة كلا الطرفين في تعزيز و تدعيم موقفه التفاوضي في الرمق الاخير قبيل التوصل إلى تسوية محتملة بينهما ، ناهيك عن محاولة كلاهما اظهار نفسه أمام جماهيره و قاعدته الشعبية بمظهر صاحب الدآلة و اليد العليا الذي جنح إلى السلم من موضع قوة و اقتدار لا من موقع ضعف و وهن .
لذا لم يكن مستغربا على الاطلاق ان يبادر حكام تل أبيب إلى تكثيف و تصعيد وتيرة الإغتيالات و التصفيات يحق قيادات حزب الله فيما لم يتوان هذا الأخير عن الرد على ذلك الأمر بسلسلة من الضربات العنيفة المركزة باستخدام الصواريخ الثقيلة الباليستية بعيدة المدى و المسيرات الانقضاضية يحذوهما الامل في تسجيل اكبر عدد ممكن من النقاط قبيل الإعلان عن وقف إطلاق النار .
وقف إطلاق النار هذا الذي طال انتظاره من قبل العديد من المراقبين و المحللين قد يكون هشا قابلا للانهيار في ظل محاولة حكام تل أبيب فرض شروطهم المجحفة على لبنان الذي برهن على مدار الأشهر الماضية قدرته على مقارعة العدو الغاشم رغم صغر مساحته و ضعف إمكانياته مما قد يشكل حافزا للعديد من الأقطار العربية لتبني هذا النموذج المقاوم المجاهد فيها لا سيما أن هذه البلدان تمتلك تجانسا طائفيا تفتقر إليه بلاد الارز مما يعطي جبهتها الداخلية مناعةً على الاختراق من قبل الأعداء.