خطاب العرش ولسان كل اردني وعربي
طارق الرحيمي الحراحشة
19-11-2024 07:39 PM
لطالما شكلت كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني خلال خطاباته الوطنية والدولية انعكاساً حقيقياً لتطلعات الأردنيين والعرب، حيث يتناول القضايا المصيرية التي تمس حياتهم وتؤثر في مستقبل الأمة
وفي خطابه الأخير إبان افتتاح مجلس الأمة، أكد جلالته مجدداً دوره كقائد يحمل هموم وتطلعات شعبه وأمته، مخاطباً العالم برؤية ثاقبة متوازنة وشاملة
تحدث محاور عدة وعلى رأسها
القضايا الوطنية: الإصلاح السياسي والاقتصادي والتنمية الشاملة المستدامة
في خطابه، شدد الملك عبدالله الثاني على أهمية الإصلاح والتنمية كركائز أساسية لتقدم الاردن وكما دعا للعمل بروح الفريق الواحد لتجاوز التحديات الاقتصادية والنظر بتفاؤل نحو المرحلة الجديده من مرحلة الحياة السياسية والحزبية، مع التأكيد على تعزيز قيم النزاهة والشفافية في جميع مؤسسات الدولة.
ما يميز هذه الدعوة هو التركيز على ضرورة تمكين المواطن ليكون جزءاً من عملية التغيير، وهو ما يربط بين الإصلاح الاقتصادي والسياسي. فالعمل بروح الفريق يشير إلى أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تكاتف الجهود من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص على حد سواء
القضايا العربية المشتركة: القضية الفلسطينية نموذجاً
لم تغب القضايا العربية عن خطاب جلالة الملك، حيث جدد موقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967.
أشار جلالته إلى الجهود التي يبذلها الأردن على الصعيدين العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي، لا سيما في غزة والضفة الغربية.
هذا الموقف يعكس إدراك الأردن لمسؤولياته القومية، ويبرز أهمية التضامن العربي لمواجهة التحديات الإقليمية، مثل الاضطرابات السياسية والاقتصادية. إن الربط بين دعم القضية الفلسطينية وتعزيز التعاون العربي يشير إلى أن مواجهة الأزمات تتطلب وحدة الموقف والهدف.
تمكين الشباب: الأساس للتنمية الوطنية
أولى الملك في خطابه اهتماماً خاصاً بالشباب، مؤكداً أنهم يمثلون عصب الأمة وأساس نهضتها. وكما دعا إلى إعدادهم لوظائف المستقبل من خلال توفير تعليم نوعي وتدريب مستمر يواكب متطلبات سوق العمل، خاصة في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
هذا التوجه الملكي يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين تمكين الشباب والتنمية الوطنية. فتأهيل جيل قادر على الابتكار والمساهمة في الاقتصاد الحديث يعزز قدرة الأردن على التكيف مع التحولات العالمية. كما أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقاً للأردن، حيث يصبح الشباب القوة الدافعة للإصلاح والتنمية.
رسائل سلام وحزم
خاطب الملك العالم بلغة متوازنة تعكس ثوابت السياسة الأردنية. دعا إلى حل النزاعات الإقليمية عبر الحوار والسلام، مع التأكيد على أن الأردن لن يتهاون في حماية مصالحه الوطنية وسيادته. هذا النهج يعكس مبدأ التوازن الذي يميز سياسة الأردن الخارجية، حيث تجمع بين الدفاع عن المصالح الوطنية والمشاركة الفاعلة في تحقيق السلام الإقليمي.
خاتمة: الأردن ومستقبل الإنسان
“سنواصل البناء وسيكتب الأردن فصولاً جديدة في مسيرته التي ستبقى مسيرة أغلى ما فيها الإنسان”. بهذه الكلمات اختتم جلالة الملك خطابه، مجسداً رؤيته لمستقبل الأردن كدولة راسخة تستمد قوتها من مواطنيها.
إن خطاب الملك عبدالله الثاني ليس مجرد كلمات في مناسبة رسمية، بل هو خارطة طريق ترسم ملامح المرحلة المقبلة للأردن والمنطقة. يجمع الخطاب بين الطموح الوطني والقومي، ويدعو الجميع إلى العمل المشترك لبناء مستقبل يلبي تطلعات الإنسان الأردني والعربي.