قراءة في مضامين ومحاور خطاب الملك
د. عدنان متروك شديفات
19-11-2024 03:31 PM
* جلالته خاطب الأمة من مجلسها "نحن دولة وهوية ولا تغامر بمستقبلها"
* حيا الأجهزة ألامنية والقوات المسلحة من تحت قبتها
* أشار أليهم "أنتم النشامى النشامى"
بسم الله وعلى بركه الله نبدا هكذا بدأ جلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم خطابه الى مجلس الأمه بشقية الأعيان والنواب وبحضور مجلس الوزراء ، مفتتحاً أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين متأملاً بأن يكون المجلس عوناً للدولة في مسيرة البناء والتحديث ويقود مرحلة جديدة لخدمة الأردن والأردنيين.
صوت الحكمة علا مدوياً في حضور الدولة العميقة باركانها المختلفة وحدد معالم خارطة الطريق ضمن المرحلة الاولى لعمل مجلس الامه العشرين، وليكن عوناً للدولة تطبيقاً لأساس الدستور لان لا تحديث دون تعاون، والتحديث الذي اراد له جلالته ياتي في غمرة مرور ربع قرن من الحكم الرشيد وينبع من إيمان و قناعة راسخة بأن الأردن اولاً بالرغم من كل الظروف ومصالح أبناءه فوق كل إعتبار.
فقد أشار جلالة الملك في خطاب متجدد وكله إتزان بأن التحديث ليس هدفًا في حد ذاته، بل هو عملية مستمرة تتطلب المشاركة الفاعلة من جميع السلطات وجميع شرائح المجتمع، وأن نجاح هذه الإصلاحات يعتمد بشكل أساسي على التكاتف الوطني والعمل الجماعي وتطبيق مشروع التحديث السياسي ضمن رؤية بعيدة الأمد .
كما أعتبر جلالة الملك عبد الله الثاني أن مطلب الوصول الى إدارة عامة كفؤه في الأردن هو مسار طويل يتطلب التزامًا يبدأ بالرقابة من هيكل مجلس الامه ومروراً بكبار موظفي الدولة وانتهاء ً بأصغر موظفي القطاع العام لإن في ذلك استمرارًا لبنيوية الدولة وتماسكها ، من أجل تحقيق وتقديم خدمة نوعية للمواطنين وتبعث للتقدم والازدهار للمملكة وتعزيز موقعها كداعم للاستقرار والتنمية في المنطقة.
وركز جلالته على الممارسات البرلمانية كجزء من التحديث السياسي وضمن خارطة العمل بضرورة تكاتف كل الاحزاب وتعزيز دورها لصالح الوطن واهمية العمل بروح الفريق الواحد، لأن المجتمع والعالم يراقب إنجازاتنا التشريعية فلا بد من المضئ قدماً نحو إعداد القوانين والانظمة التي تضمن مسيرة المؤسسات ضمن اطر الدستور وليكن التنافس بين الأردنيين كأولوية بناءً على برامج وأفكار لصالح الوطن والمواطن .
جلالته خاطب بلغة الجمع علينا " كلنا " مناط بنا خدمة الأردن من خلال الرقابة التشريعية والتماشي مع التحديث للوصول الى الهدف المنشود وهنا إشارة الى أننا كلنا شركاء ومعنيين بتنفيذ الرؤية ( تنفيذ رؤية التحديث الإقتصادي ) وهنا قارب جلالته ما بين إرتباط تحسين المعيشة والدخل إرتباطاً وثيقاً برفع معدل النمو وكل هذا مرتبط بالإيمان بالعقل والقدرات البشرية الأردنية .
ووجه جلالته رسالة قوية تعكس التفرد والرسوخ الذي تتمتع به المملكة الأردنية الهاشمية، وتبرز الثقة التي يتحلى بها جلالة الملك في قراراته بإننا " نحن دولة وهوية ولا تغامر بمستقبلها " لأن الأردن دولة ذات سيادة وهوية راسخة، ومن غير المسموح اللعب بمستقبلها أو التغاضي عن استقرارها مهما كانت الضغوط.
وهي رسالة عبرت عن تمسك الأردن بهويته الوطنية، واستقلاله، وسلامته الداخلية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وهي بمثابة تأكيد على أن الأردن في ظل هذه التحديات وأن المملكة لا تقبل بالمغامرة بمستقبلها في ظل مواقف سياسية قد تضر بمصالح الشعب الأردني.
في حين ذكر جلالة الملك أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس هي في عهدة الهاشميين وستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف ولن نحيد بالدفاع عنها وعن قضيتها العادلة .
الملك بصوت تكتنفه الشجاعة والفخر والإعتزاز خاطب الأردنيون من خلال مجلس الأمه وطننا عظيم بكل واحد فيكم و صفق كثيراً لنشامى القوات المسلحة والاجهزة الأمنية دعماً لهم مؤكداً على الدعم الملكي المتواصل للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والوقوف خلفهم في التطوير والتحديث، بفضل دورهم الكبير في حماية حدودنا.
وأشار الى نشامى الأجهزة الامنية والقوات المسلحة " هؤلاء هم أبناؤكم وبناتكم اللذين أدوا التحية للعلم وأدوا الواجب بكل شرف وسيبقى الجيش العربي مصدر فخر وإعتزاز " ونحن نضم صوتنا إلى صوته بإنكم على العهد " أنتم النشامى النشامى "
جلالته حيا الأردن أيضاً لأنه عظيم بأهله وبترابه الذي لف الشهداء وأحتضنهم شهداء الأمه، الأردنيون من شتى أصولهم ومنابتهم مشربهم واحد وهو الإنتماء للعروبة وآلامه والإنحياز لقضاياها ، لأن الأردني الصادق هو عنوان للوفاء العربي وهو عنوان لكل الخيرين في الوطن .
وأشار جلالته الى ايمانه العميق بأن كل يوم من أيام الأردن هو ما نصنعه للأجيال القادمة وكل يوم من أيام الأردن هي بداية لمستقبل أجياله وأبناءه وأن الإيمان هو الثبات على محبة الوطن .
فلنكن كما هي ثقة وامل وإعتزاز القيادة الهاشمية بنا كل في موقعه ولنكن جميعاً بحجم الاردن وطموحاته.