النواب يختارون المكتب الدائم .. صندوقان وتزكيتان ورائحة اتفاق مع الإخوان
19-11-2024 08:17 AM
عمون -عبدالله مسمار- رغم خسارة نواب الاخوان المسلمين في مواقع المكتب الدائم كافة بدورتهم العادية الأولى، إلا أن رائحة توافقات كانت تفوح من المشهد..
حديث العرموطي وطلب الصفدي من القطاونة مراجعة رئيس الكتلة وانسحابه اخيرا، ثم انسحاب الوحش ومنافسة طهبوب، كلها أحداث بدت وكأنه خطط لها مسبقا.
مجلس النواب أعلن مكتبه الدائم فعليا قبل الانتخابات بأيام، وكان ما جرى الاتفاق عليه بين الكتل، إلا أن المشهد لم يكن عفويا بما يكفي..
الإسلاميون ذهبوا إلى الصناديق وهم يعرفون النتيجة مسبقا، لكنهم قبل ليلة ذهبوا إلى دعوة الصفدي أيضا وكأنهم يهنؤنه، فلم يكن الأمر مزعجا لهم، على خلاف ما ظهر في وسائل الإعلام من تصريحات عن الاقصاء والاستفراد.. بل التقطوا صورة تذكارية مع الرئيس القادم.
ولكن على ما يبدو أن المخطط كان عدم حصول مرشح الاخوان لموقع الرئيس على أكثر من عدد اعضاء الكتلة البالغ 31، ولذلك لم يكن يدرك احد اعضاء المجلس أن كاميرا إعلامية تراقبه عندما أعلن خيانة 6 اعضاء في المجلس رفعوا اصوات الجبهة إلى 37..
العرموطي بعد انتهاء فرز الصناديق، تحدث بما يكشف هذا التوافق، فأشار إلى حديث ودي سابق مع الرئيس الفائز لم يدلل على منافسة بالاطلاق، وكذلك كشفه الصفدي عندما حاول النائب أحمد القطاونة إحراج الجميع بترشحه لموقع النائب الأول للرئيس فخاطبه الأول بأن راجع رئيس كتلتك - قاصدا العرموطي-.
اما القطاونة فلم يكن يريد الترشح حقا، وإنما رغب بالتأثير في المشهد ولذلك انتظر حتى إعلان الفائز ليحتج، هذا ما قالته تعابير وجهه بينما كان يناكف رئيس المجلس لإعلانه فوز المرشح الوحيد مصطفى الخصاونة بالتزكية، رغم أن القطاونة لم يرفع يده فعلا ولكن من باب إحداث الفوضى..
القطاونة في كلمته لإعلان انسحابه تحدث مبتسما، وكأنه يريد القول امازحكم، وأكد هذا التوافق عندما اعتبر أن الخصاونة يمثله شخصيا ويمثل كتلته، ما يشير إلى أن الأمر كان مدبرا فعلا..
اما موسى الوحش فأجاد اللعبة أفضل من القطاونة عندما أعلن ترشحه لموقع النائب الثاني قبل منافسه أحمد الهميسات الذي اتفق عليه المجلس مسبقا، ولم ينتظر لإحداث لغط تحت القبة كما فعل زميله، إلا أنه بالنهاية عاد وأعلن إعلان القطاونة، وهكذا اختصر المجلس ساعتين من الانتخاب بتزكية النائبين الأول والثاني.
اما النائب ديمة طهبوب فأصرت على فتح الصندوق الثاني بترشحها لموقع مساعد الرئيس، فأوصى الصفدي الجميع عدم مطالبتها بالانسحاب عندما قال "آمل ألا أرى احدا يتوجه لمرشح يدعوه للانسحاب، ويلبقى الأمر على ما هو عليه"..
وربما كانت تحاول طهبوب المراوغة، علَ اعضاء المجلس ينتخبونها على ما تملك من علم ومهارات ويحيدون توجهها السياسي، فتعود لكتلتها بالمقعد.. وهو ما لم يحدث ففازت هدى نفاع ومحمد المراعية تماما كما خطط.
في جميع الاحوال ليس مهما بقدر كبير الكشف عن حقيقة هذا الاتفاق او التوافق، بقدر ما هو مهم معرفة المقابل.. وهو ما ستكشف عنه الايام القادمة لمن يتابع مجريات النواب.