حملت خطبة العرش الملكي السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني خلال إفتتاحه الدورة العادية الاولى لمجلس الامة العشرين إشارات ورسائل موجهة للاردنيين والامة العربية والعالم ان هذا الاردن جبل المحامل ما يهزه ريح لطالما تعصف المنطقة رياح الحروب والصراعات في ظل العدوان الاسرائيلي على غزة والفلسطينيين ولبنان ٠
ماتضمنه خطاب جلالته ان الاردن ماضيا في سربه ودربه بالذود عن الفلسطينيين والمقدسات الدينية وهذا نهجه التاريخي وان ثوابته الوطنية والقومية والاسلامية والانسانية لاحياد عنها ولا تقبل التقزيم من احد او التقسيم من اي كان وان هذا الوطن لايقايض لاجل مصالحه الخاصة ولايتنازل ولو عن ذرة من موازينه التاريخية ومكاييله القومية الثابتة ولاجلها ظل الاردن يدفع الثمن من دماء جيشه وزيادة الحمل والاعباء التي ظلت تعترض مسيرته الراسخة نحو التقدم والتنمية والازدهار .
في خطبة الملك تحذيرات لمن يحاول النيل من عزيمتنا او يقوض تصميمنا على بلوغ اهدافنا ببناء الاردن العظيم ومستقبل اجياله وشبابه فالاردن ماض على درب التقدم والانجاز رغم كل التحديات والصراعات الاقليمية التي فرضت على الاردن نسقا سياسيا تصدر علاقاته مع العالم داعما للحق الفلسطيني وعاكفا بعزم لايلين على وقف العدوان ولجمه عن اخوته الفلسطينيين واللبنانين وهذا ما جعل من هذا الوطن ان يتحمل الاثمان الجسام سياسيا وإقتصاديا وتنمويا ولكن الاردن رغم كل ذلك يقف اليوم محفوفا بالاحترام والاعجاب العالمي تقديرا لاستقامته الدولية والانسانية ومناصرة العدالة لكل الشعوب.
في خطبة العرش رسالة للاردنيين وجيشهم العربي الابي انهم مصدر العزم وموضع الفخر والاعتزاز في نفس جلالته وانهم الثروة الاغلى والهدف الاسمى والمثل الاعلى وهذا جيشهم العظيم جنوده واجهزة امنه على العهد ماضون وللوعد وافون وهم حماة الديار كالاسود رابضة على جنبات الاردن العزيز
في خطبة العرش رسم جلالته خارطة الطريق للاردنيين لبناء مستقبلهم المنشود سبيلهم الى ذلك التصميم والتطوير وتحقيق الانجاز ومراجعة الخطى وبناء الذات الاردنية لنعلو بالوطن ونبني الانسان .
هذا هو الملك الهاشمي العربي الابي حامل اليوم رسالة الهاشميين اشراف هذه الامة بامانة الضمير العربي والقلب المفعم باليقين بالله ان لا نعبد الا اياه ولا نركع لسواه ولا درب لنا الا بما يرضيه ويرضاه.