خطاب العرش: ثوابت وطنية ورؤية ملكية نحو مستقبل مشرق
المحامية رانيا أبو عنزة
18-11-2024 09:16 PM
في كلمة تعكس الثبات والوضوح، ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني خطاب العرش ، محدداً فيه ملامح مرحلة جديدة من التحديات والفرص ،وموضحاً الرؤية الملكية للمضي قدماً بثبات نحو المستقبل.
خطاب العرش هو بمثابة خارطة طريق تجمع بين الثوابت الوطنية الراسخة والطموح نحو تمكين المواطن وتعزيز مكانة الأردن كدولة ذات سيادة وقرار مستقل.
جيشنا وأمننا: مصدر الفخر وحائط الصد
استهل جلالة الملك خطابه بتجديد الفخر والاعتزاز بالقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، مؤكدًا أنهم صمام الأمان للوطن وحامي الكرامة الوطنية. هذه الإشادة هي لتأكيد على دورها المحوري في الحفاظ على الأمن والاستقرار وسط تحديات متزايدة تواجه المنطقة.
تمكين الشباب: استثمار في المستقبل
أكد جلالة الملك أن تمكين الشباب وتوفيرالحياة الكريمة للمواطنين يأتي في صدارة الأولويات الوطنية. واشار إلى ضرورة إعداد الشباب بمهارات تتلائم مع وظائف المستقبل ، وهو توجه يعكس حرص الدولة على تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تتماشى مع المتغيرات العالمية.
هوية راسخة وجذور عميقة وسيادة لاتقبل المساومة
عبر جلالة الملك عن ثقة لا تتزعزع في هوية الأردن الراسخة، مؤكدًا أن المملكة لن تغامر بمستقبلها أو تراثها. ولفت إلى أن الأردن هو دولة ذات جذور تاريخية عميقة لا تتأثر برياح التغييرالعابرة، مشدداً على أن القرارالأردني ينبع من مصالحه الوطنية.
القدس: أولوية أردنية هاشمية ثابتة
أكد جلالة الملك مجددًا أن القدس ستبقى أولوية أردنية هاشمية، معبراً عن التزام الأردن بدوره التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية " سيظل الأردن صوتًا صادقًا ومخلصًا في الدفاع عن القدس "،الرسالة جاءت واضحة وصريحة بأن الدفاع عن القدس هو جزء من الإرث الهاشمي.
رسالة ثبات واستقرار
خطاب العرش جاء ليعيد التأكيد على التزام الأردن بمبادئه الراسخة، ورؤيته التي تجمع بين الحفاظ على الثوابت الوطنية والسعي نحو التطوير والتحديث. إنها رسالة تحمل الأمل في مواجهة التحديات، وتجدد الثقة في قدرة الأردن على المضي قدمًا بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق.
بواقعية وشفافية، حمل خطاب جلالة الملك إجابات واضحة على تساؤلات تشغل الشارع الأردني، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.
جاء خطاب جلالة الملك ليعكس نهجًا واقعيًا يعيد ترسيخ الثقة بين القيادة والشعب.
خطاب العرش وجه رسائل واضحة للداخل والخارج على حد سواء، فعلى المستوى المحلي، أكد الملك أهمية الوحدة الوطنية وتماسك مؤسسات الدولة. وعلى المستوى الخارجي، شدد على أن الأردن يلتزم بمبادئه وثوابته، رافضًا أن يكون جزءًا من أي مخططات تنتقص من سيادته أو تؤثر على استقراره.
اختتم جلالة الملك خطابه بالتأكيد على أن الأردن سيبقى منارة للتسامح والتعاون، وعنوانًا لكل خير في المنطقة. خطاب العرش كان بمثابة تأكيد جديد على أن الأردن، رغم التحديات، يمضي قدمًا نحو مستقبل مشرق يستند إلى هوية وطنية راسخة وقيادة حكيمة.
يبقى الأردن شامخًا بوحدته الوطنية، واثقًا بقيادته، ومتمسكًا بمبادئه الراسخة التي جعلت منه واحة استقرار في منطقة مضطربة.
خطاب العرش هو شهادة على أن الأردن، بعزيمة أبنائه وإرادة قيادته، سيبقى عنوانًا للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
سيبقى الأردن منارة للتسامح والتعاون