والنعم بالمهندس… لكن الحدث أهم من الألقاب!
رحاب القضاة
18-11-2024 09:15 PM
تحت قبة البرلمان، حيث تُبنى القرارات المصيرية وتُناقش السياسات الوطنية، شهدنا مشهدًا قد يُضاف إلى سجل المواقف الطريفة في الحياة البرلمانية الأردنية.
وبينما كان الأمين العام لمجلس النواب خلال ترأس مجحم الصقور للجلسة، ينادي على النواب لأداء القسم الدستوري، خرج النائب رائد طاهر القطامين عن النص، مطالبًا بإضافة لقب “مهندس” إلى اسمه.
ومن باب اللباقة والإحترام، استجاب رئيس الجلسة قائلاً: “والنعم بالمهندس”.
لكن يا ترى، هل القضية هنا لقب أم مضمون؟
هل كانت القبة بحاجة إلى هندسة ميكانيكية للأداء السياسي أم أن الحدث نفسه كان يتطلب مزيدًا من التركيز على المسؤوليات الدستورية؟
برلمان بنكهة التخصصات
لو أردنا السير على خطى النائب القطامين، لربما وجدنا أنفسنا وسط برلمان ألقاب بامتياز.
تخيلوا رئيس الجلسة يناد “سعادة الدكتور فلان بن علان، طبيب العظام والشاعر بالمناسبة، تفضل لأداء القسم!” أو: “سعادة المحامي الشهير، المعروف بقضاياه الوطنية وصاحب الحضور التلفزيوني، حياك الله!”
الألقاب لا تنتهي، والطموح لها مشروع، لكن كما يقول
المثل الشعبي: “القبة واسعة للجميع”.
نُقدر أن اللقب يعبر عن مسيرة الإنسان وإنجازاته، لكن العمل البرلماني يتطلب أكثر من الألقاب. ما نحتاجه تحت القبة ليس هندسة مدنية ولا معمارية، بل هندسة سياسية تضع أولويات المواطن فوق كل اعتبار.
القضية ليست في عدد الشهادات ولا الألقاب، بل في قدرتك على تمثيل الناس وخدمتهم بصدق وكفاءة.
“والنعم بالكل”
قدّم رئيس الجلسة، الصقور، تعليقًا مختصرًا يحمل في طياته كثيرًا من الحكمة الأردنية: “والنعم بالمهندس”.
هذه العبارة التي تختصر الاحترام دون أن تعطي الحدث أكثر مما يستحق، تذكرنا بأن العمل الوطني أكبر من أي لقب.
النعم بكل نائب، النعم بكل مواطن يعمل لأجل الوطن، ولكن يبقى الأهم أن تتحول القبة من ساحة لإبراز الألقاب إلى مساحة لصناعة التغيير الحقيقي.
إن الـ خلاصة للمشهد القبة ليست مكانًا لإثبات الألقاب، بل لتحقيق الأهداف. اللقب، وإن كان عنوانًا مشرفًا، لا يُغني عن العمل.
فكما أن المهندس يبني الجسور على الأرض، نحتاج إلى برلمان يبني جسور الثقة مع الشعب، لأن المواطن ينتظر إنجازًا لا لقبًا
وأداءً لا تصفيقًا.
وختامًا “والنعم بالجميع…
بس شمروا عن السواعد!”