ثلاثة وعشرون عاما من عمرك كانت ختام انفاسك البريئة وطلعتك البهية التي كانت متوقدة بالحيوية والامل والاقبال على الحياة والناس، وقد كنت تنشر الامل بين الاف كثيرة من الاصدقاء ولكنك لم تكن تدري ان بين الاف عيون المحبين ثمة عيون تفل الحديد بنظرات الحسد الذي يتفجر منها كأنه سيل الحمم البركانية تحرق الأخضر واليابس.
ثلاثة وعشرون عاما مرت كانما هي قصة عابرة أو مسلسل تلفزيوني قصير يبدأ بالفرح والامل ويختتم حلقته الاخيرة بالحزن والدموع.
لا أعرف بما كان يشغل تفكيرك في أيامك الأخيرة وكيف أمست نظرتك الى سنوات العافية في أيام المرض والالم وانت ترقب في عيون زوارك نظرات أسى وأشفاق ودعاء بعد سنوات قصيرة من نظرات الاعجاب والمودة ونظرات اخرى حاسدة.
ولقد كنت اتمنى لو وجهت كلمة اخيرة الى محبيك تعيد عليهم فيها الدرس الصعب والابتلاء المؤلم الذي تلقيته ليعتبر من يملك في صدره قلبا وفي رأسه عقلا أن الجمال الى زوال وأن النعم لا تدوم وأن القوة الى ضعف والفرح الى حزن والحياة الى موت وانه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
نسأل الله تعالى لك الرحمة يا أيمن وحسن العزاء لعائلتك واصدقائك وإنا لله وإنا اليه راجعون ونختتم بقوله تعالى:
{اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}
صدق الله العظيم.