التربية الإعلامية مرة أخرى
خلدون ذيب النعيمي
18-11-2024 11:55 AM
شرفتني مدرسة حي الكرامة الثانوية للبنات في قضاء الخالدية باختياري ضمن أستراتيجيتها "ضيف زائر" وذلك من خلال إعطاء محاضرة عن الإعلام والخبر والإشاعة للصفوف الأساسية العليا لديها ، حيث تأتي هذه المحاضرة من أحساس إدارة المدرسة بأهمية دور الأعلام في حياتنا الخاصة والعامة وخصوصاً لفئة الشباب واليافعين ، وقد لامست مدى اهتمام الطالبات خلال المحاضرة من خلال مداخلاتهن في مواضيع المحاضرة والتي كانت كما يقال بلغة الإعلام إتصالاً إيجابياً بين الطرفين بامتياز ، ولا أبالغ القول هنا أن الطالبات هن من أدارن المحاضرة ومواضيعها وكنت أنا بمثابة المستمع لهن بسرور كبير .
المحاضرة أبرزت مدى دور الإعلام بحياة الفئة الشبابية من المراحل الدراسية الاولى من خلال استفسارات الطالبات وأرائهن التي كانت ثرية للغاية حول مختلف المواضيع التي نعايشها في ظل الظروف الإقليمية الحالية وما يتعرضن له سواء في وسائل الاعلام والتواصل الجماهيري التقليدية منها والإلكترونية ، فكان عناوين مثل كيفية التعامل مع وسائل الإعلام والخبر الذي نتعرض له والإعلام الوطني والإعلام المعادي والإشاعة وأضرارها على المستوى الشخصي او المستوى المجتمعي والوطني وغيرها الكثير حاضرة مما يدل على دور الاعلام كلصيق لنا في حياتنا على مختلف الاصعدة .
في ظل الظروف السياسية المتوترة التي تعيشها المنطقة ككل بسبب العدوان الاسرائيلي الحاصل على الشعبين الفلسطيني واللبناني ومضاعفاته يتعاظم دور الاعلام هنا بسبب ضخه الكثيف الذي يتعرض الانسان وخصوصاً الشباب في هذا الوطن والمنطقة ككل ، ولا يخفى أن الإعلام هو سيف ذو حدين أحدهما إيجابي أذا أحسن التوعية به وبدوره وايضاً تهيئة الأنسان للتعامل المناسب معه والا سيكون سلبيا بالتأكيد أذا تم إهمال ذلك كله ، وهي هنا رسالة لمختلف الجهات ذات الصلة في وزارات التربية والتعليم والشباب والاوقاف وغيرها ليكون الاعلام والتوعية به لدى مواطننا وخصوصاً الشباب واليافعين مركزاً في هذه الفترة التي يعتبرها الكثيرين مصيرية وحبلى بالمفاجآت .. أي بمعنى أخر التربية الاعلامية في مدارسنا وجامعاتنا ومراكزنا الشبابية هو استحقاق عاجل ومهم كمنهاج تربوي وتوعوي وحياتي لنا جميعاً على مختلف الأصعدة .
أحسنت إدارة المدرسة المنسقة للمحاضرة بإلتقاط أهمية هذا الموضوع وطرحه بين طالباتها وهي السباقة بكل شيء مميز كمتابع لنشاطاتها بما يخص أثراء زهراتها علمياً وتربوياً فضلاً عن دورها التوعوي والتشاركي بكل مفيد مع المجتمع المحلي ومؤسساته المختلفة ، وسيكون من الجميل جداً ان تكون مدارسنا جميعها مراكز توعية لطلبتها وللمجتمع المحلي خارج الاسوار في مختلف المواضيع المهمة وخصوصاً الاعلام الذي يوصف بأنه السلاح الأقوى الناعم في هذا العصر .