عمون - يشير خبراء الصحة النفسية إلى تزايد حالات "القلق الوظيفي العالي" لدى الأفراد الذين يسعون إلى تحقيق الكمال في عملهم، مما يسبب لهم توتراً مزمناً وشعوراً مستمراً بعدم الرضا. يعاني هؤلاء من قلق مستمر رغم نجاحاتهم المهنية، وقد يترتب على ذلك مشاكل جسدية ونفسية عديدة مثل الأرق، والإجهاد، والشك الذاتي، مما يؤثر سلباً على جودة حياتهم.

وتوضح الدكتورة نيهة تشودري، الطبيبة النفسية بمستشفى ماساتشوستس العام وأستاذة الطب بجامعة هارفارد، أن "القلق الوظيفي العالي" غالباً ما يرتبط بأعراض مثل الأرق، ومشاكل النوم، والشعور المفرط بالمسؤولية، وصعوبة تفويض المهام للآخرين. وتقول تشودري إن المصابين بهذا النوع من القلق قد يبذلون جهداً متواصلاً دون منح أنفسهم فترات كافية من الراحة، وقد يواجهون مشكلات صحية تتراوح بين التوتر العضلي والدوار وحتى خفقان القلب.

وتشير دراسات حديثة إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من القلق مقارنة بالرجال، حيث يتعرضن لاضطراب القلق العام بمعدل مضاعف عن الرجال، وفقاً للإحصاءات.

وينصح الخبراء باتباع استراتيجيات متنوعة للتخفيف من حدة هذا القلق، مثل تخصيص وقت للراحة اليومية، وأخذ فترات منتظمة للتنفس العميق. بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بتناول الأغذية الغنية بأحماض الأوميغا 3، وفيتامين B12، والمغنيسيوم، وذلك لتحسين الحالة المزاجية وتعزيز الصحة العامة.

ويشدد الأخصائيون أيضاً على أهمية تعلم تقنيات تفويض المهام وقول "لا" عندما تستدعي الحاجة، لضمان تخصيص وقت للرعاية الذاتية وممارسة الأنشطة التي تجلب السعادة، مثل المشي والاستماع إلى الموسيقى.

كما يعتبر العلاج بالكلام وسيلة فعالة لإعادة صياغة الأفكار السلبية، مما يساعد الأفراد على تجاوز القلق الوظيفي وإيجاد توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية.

"وكالات"