في لحظة تاريخية تمهد لتحول نوعي في مسار المملكة وتحمل بشائر امل ، أعلنت الحكومة الأردنية عن اكتشاف احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي في حقل الريشة، تُقدر بحوالي 9.4 تريليون قدم مكعب. هذا الاكتشاف يضع الأردن على أعتاب تحقيق استقلال طاقوي طويل الأمد، مع إمكانية تقليل الاعتماد على الاستيراد بشكل جذري، وهو ما يترجم إلى تخفيف الضغط عن الخزينة العامة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.

ويشير الخبراء إلى أن هذه الاحتياطيات تكفي لتلبية احتياجات الأردن من الغاز الطبيعي لمدة 80 عامًا، مما يضمن الاعتماد الكامل على المصادر المحلية لتوليد الطاقة، ويحرر البلاد من تقلبات أسواق الطاقة العالمية وتخفيف اعباء الديون العامة على الاردن التي وصلت الى حوالي 40 مليار دولار . في الوقت نفسه، يُتوقع أن يوفر هذا الاكتشاف ما يزيد على 80 مليار دولار للخزينة العامة خلال العقود المقبلة، وهو مبلغ هائل يمكن توجيهه لتحسين الخدمات الأساسية، خاصة في المناطق النائية التي تعاني من نقص في البنية التحتية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين الشباب والشابات.

ولا تقتصر فوائد هذا الاكتشاف على التوفير المالي فقط، بل تمتد لتشمل خلق عشرات الآلاف من فرص العمل في مختلف القطاعات، بدءًا من استخراج الغاز ومعالجته، وصولاً إلى الصناعات المرتبطة بالطاقة. ويُمثل هذا المشروع فرصة كبيرة للاستعانة بالكفاءات الأردنية المنتشرة حول العالم، بالإضافة إلى تأسيس شركات محلية لتوطين المعرفة والخبرات، مما يعزز النمو الاقتصادي ويرفع من مستوى الاكتفاء الذاتي.

ومن هنا اطالب مؤسسة الضمان الاجتماعي ان تكون رأس الحربة في عمليات الاستثمار ، لان الفائدة النهائية ستعود على المواطنيين بشكل مباشر وسيضمن ذلك استمراريتها لاجيال قادمة .

في ضوء هذا الإنجاز، أصبح الوقت مناسبًا لتبني رؤية شاملة لبناء مدن جديدة ذكية (Satellite Cities) تعتمد على أحدث تقنيات التخطيط العمراني الحديث. يمكن لهذه المدن أن تكون مراكز اقتصادية متخصصة، كمراكز مالية وصناعية وتجارية، تساهم في استيعاب الأعداد المتزايدة من السكان، وتخلق بيئات اقتصادية متطورة قادرة على جذب الاستثمارات العالمية.

ان الأردن، الذي فتح أبوابه دائمًا لاستقبال اللاجئين من كل حدب وصوب، دون تمييز أو انتظار شكر، يجد اليوم مكافأته من الله عز وجل في هذا المورد الجديد. هذا الاكتشاف ليس مجرد مصدر للطاقة، بل هو رسالة أمل تؤكد أن الخير الذي يقدمه هذا البلد للآخرين سيعود عليه أضعافًا مضاعفة

دام عزك يا أردن، وطاب مستقبل أبنائك المشرق.