الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي – موقف عروبي جريء
د.فخري العكور
29-05-2011 04:23 PM
في الوقت الذي تتردد فية الدول العربية والعالمية بالاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي ممثلا للشعب الليبي، جاء الاعتراف الاردني بهذا المجلس بعد دولة قطر، ليثبت للجميع وقوف الاردن قيادة وحكومة وشعبا مع تطلعات ورغبة الشعب الليبي الشقيق الذي اختار طريقه نحو نيل الحرية والكرامة....
ويأتي هذا الاعتراف في الوقت الذي نحتفل فيه نحن ابناء الاردن بعيد استقلالنا وكانما نقدم هديتنا لاشقائنا الليبيين بهذه المناسبة السعيدة.
ومما لا شك فيه ان هذه الخطوة الجريئة جاءت بتوجيه من قائد البلاد الملك عبدالله الثاني، والذي اثبتت الايام مدى حكمته وبعد نظره وتطلعاته العروبية القومية، فكان اكثر زعيم عربي يطرح ويدافع بحرارة عن القضايا العربية في المنابر الدولية وخاصة عن القضية الفلسطينية في كل زياراته للولايات المتحدة امام الكونغرس وغيره من المؤسسات الامريكية المؤثرة متحديا اللوبي الصهيوني المؤيد لاسرائيل.
لقد اضفى هذا الموقف الحكيم على نفوس الاردنيين مزيدا من الثقة بالنفس والاعتزاز بالقيم العربية والنخوة التي طالما كنا نفتخر بزخم تواجدها في قلوبنا، وذلك في الوقت الذي لا تجرؤ فيه دول كبيرة وعملاقة في الوطن العربي وغيره من دول العالم على اتخاذ مثل هذه الخطوة الحساسة.
كما ان هذا الموقف الشهم اشعرنا بالاطمئنان والارتياح بوجود هذا القائد العظيم بين جنباتنا. ان التاريخ يشهد ان الاردنيين كانوا يمدون يد العون لاشقائهم في شتى انحاء الوطن العربي على مدى العصور من القرن المنصرم والقرن الحالي فكان الاردن سباقا لنصرة الشعوب مقدما المبادئ والقناعات القومية على المصالح والمكاسب الضيقة.
واخيرا فان الشعب الليبي، الذي قدم الكثير من التضحيات والمعاناة يستحق من كل الدول العربية الشقيقة اولا ودول العالم ثانيا الاعتراف بخياره نحو الاستقلال والحرية والحياة الكريمة......
(الرأي)