البحر الأسود المتوسط .. ندوة في جمعية عَون الثقافية الوطنية
17-11-2024 12:47 AM
عمون - عقدت جمعية عَون الثقافية الوطنية في مقرها الرئيسي بالعاصمة عمان ندوة تتحدث عن رواية: (البحر الأبيض المتوسط) برعاية عضو الهيئة الإستشارية والتوجيهية للجمعية فراس مروان سلطان، واستضافت فيها كاتب الرواية الأستاذ هزاع البراري أمين عام وزارة الثقافة السابق.
في بداية الندوة التي أفتتحت بالسلام الملكي رحب اسعد ابراهيم ناجي العزام رئيس الهيئة الإدارية بالسيد فراس مروان سلطان راعي الندوة والمحاضر الأستاذ هزاع البراري والإعلامية سهير الروسان الناطق الإعلامي.كما رحب ايضاً بضيوف وأعضاء هيئات ولجان الجمعية والحضور الكرام.
وقد أشاد العزام بدور البراري بتأسيس الجمعية عندما كانت لا تزال فكرة خلال زيارتي له في وزراة الثقافة وكان حينها أميناً عاماً للوزارة.حيث أبدى البراري إعجابه بالفكرة ووجهنا إلى ضرورة أن تكون هذه الفكرة تحت مظلة مؤسسة مجتمع مدني وعليه وبناءً على هذه النصيحة الهامة فقد تكللت جهودنا بتأسيس الجمعية عام 2018
وبعد ذلك قدم العزام نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للسيد فراس مروان سلطان راعي الندوة ...نائب رئيس مجلس غرفة تجارة الأردن.ويشغل حالياً منصب المدير الإداري للشركة الاردنية للمواد الغذائية.ومدير اداري موسسة سلطان للوكالات التجارية - مدير عام الشركة الضامنة للخدمات المالية - مدير تنفيذي الشركة الضامنة الوطنية للتجارة والإستثمار - مدير عام الشركة الضامنة للإنشاء و التطوير ( موفمبيك )- ومدير تنفيذي الشركة الضامنة للصرافة،ومدير عام الشركة الضامنة للحلول المتكاملة ( جمهورية السودان. ) ومدير تنفيذي شركه الحصان الذهبي للتجارة العامه ( الامارات العربيه المتحده )
وراعي ندوتنا الكريم عضواً في الهيئة الإدارية وامين سر جمعيه الصرافين الأردنيين لدورتين – وهو عضواً في جمعية الرخاء لرجال الاعمال، وعضو جمعية الفيحاء الخيرية - وعضو جمعية الاردنية لرعاية نزلاء مراكز الاصلاح - وعضو جمعية ابناء الفيحاء التعاونية - خبير مالي واقتصادي
وقد تشرفنا في شهر 5/2024 بإنتساب الأستاذ فراس مروان سلطان للجمعية من خلال عضويته في الهيئة الإستشارية والتوجيهية التي يرأسها دولة الأستاذ فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان،وتضم العديد من رجالات الدولة من مختلف المناصب وأصحاب الخبرات والكفاءات المتميزين في كافة المجالات والتخصصات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ومن بينهم الدكتور شكري المراشدة الرئيس الفخري/ رئيس هيئة مديرين جامعة جدارا الخاصة.
بدوره رحب السيد فراس مروان سلطان راعي الندوة بالضيوف والزملاء الكرام.كما أشاد بدور جمعية عَون الثقافية الوطنية بعقد الندوات والمحاضرات الهامة بإستضافة شخصيات وطنية أردنية لهم مكانة مرموقة في المجتمع الأردني علماً ومعرفةً وخبرةً وقدراً .
وبعد ذلك قدم العزام نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية لمُقدم المحاضر الإعلامية سهير الروسان المذيعة في التلفزيون الأردني.وتحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام تخصص إذاعة وتلفزيون من جامعة اليرموك.والزميلة الروسان عضو نقابة الصحفيين الأردنيين.وكانت الروسان من أوائل المنتسبين لعضوية جمعية عَون الثقافية الوطنية وهي الناطق الإعلامي بإسم الجمعية.
وبدورها قَدمت الإعلامية سهير الروسان الروائي والكاتب السيرة الذاتية للأستاذ هزاع ضامن عبد العزيز البراري)الكاتب المسرحي والناقد الروائي الذي يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم الإجتماعية من الجامعة الأردنية/وقد عمل البراري كأمينا عاما لوزارة الثقافة،كما عمل مستشاراً لوزير الثقافة ومديراً لمديرية الدراسات و النشر وزارة الثقافة/وعضو الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين/وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب/ وعضو مؤسس لفرقة طقوس المسرحية/وعضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح.
وأضافت الروسان أن البراري قد حائز على العديد من الجوائز منها:جائزة عويدات اللبنانية لأفضل رواية في الوطن العربي لعام 2001 م .وجائزة محمد تيمور المصرية لأفضل نص مسرحـي عربي 2004.وجائزة أفضـل تأليف مسـرحي عـن مسـرحية ميشع يبقى حيــاً.وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب عن السيناريو للعام 2008م التي صدرت بإرادة ملكية سامية.وجائزة أبو القاسم الشابي التونسية لأفضل نص مسرحي عن نص قلادة الدم 2009م.وجائزة مهرجان المسرح الأردني 2009م لأفضل نص مسرحي عن مسرحية ميشع يبقى حياً (فوز للمرة الثانية). بالإضافة إلى بعض الجوائز المحلية الأخرى مثل جائزة رابطة الكتاب للرواية لغير الأعضاء عام 1995م . وجائزة سمو الشيخ سلطان القاسمي عن الهيئة العربية للمسرح المركز الأول عن النص المسرحي " زمن اليباب " 2016 وهران بالجزائر
وقد صدر لمتحدثنا الكريم العديد من الإصدارات منها:رواية الجبل الخالد 1993.ورواية حواء مرة أخرى عام1995،ورواية الغربان عام 2000.والممسوس وهي عبارة عن مجموعة قصصية صدرت عام 2001.والعُصاة (نصوص مسرحية) 2002.وقلادة الدم (مسرحية)2007 ورواية تراب الغريب عام 2007.ورواية أعالي الخوف 2014.وتجاعيد الفراغ وهي عبارة عن نصوص شعرية صدرت عام ٢٠١٨
والبراري كاتب زاوية ثابتة في جريدة الرأي بعنوان "خارج النسيان".وله العديد من الكتابات والمقالات المختلفة في الصحافة الأردنية والعربية.وقام بإعداد برامج ثقافية للإذاعة الأردنية. وله مشاركات مواسعة في العديد من البرامج الثقافية في الفضائيات العربية .
رحبوا معنا بالروائي الأستاذ هزاع البراري...فليتفضل مشكوراً.
وفي بداية حديثه قدم الأستاذ هزاع البراري الشكر والعرفان للسيد فراس مروان سلطان على رعايته الكريمة لهذه الجلسة الحوارية وللسيد اسعد ابراهيم ناجي العزام رئيس الهيئة الإدارية ولجميع أعضاء الهيئتين الإدارية والعامة للجمعية على هذه الإستضافة الكريمة.وللحضور الكرام
وقد إستهل البراري حديثه عن روايته قائلاً:
إن رواية "البحر الأسود المتوسط" هي الرواية الأكثر اختلافًا بين رواياتي.وقد صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت،وتقع في 255 صفحة.
وأضاف ابراري أن أصل اختلافها جاء بسبب ما تمرّ به المنطقة من سواد، فجاءت الرواية ترصد التحولات والتشوهات والانكسارات الفردية والمجتمعية منذ ما سمّي بالربيع العربي، وتنتهي أحداث الرواية مع وقوع زلزال تركيا المدمر.وتتقاسم الشخصيات الأدوار في حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي منه والجنوبي بشكل أساسي،ليمتد إلى شواطئ البحر الأبيض.حيث تعيش هذه الشخصيات تحت تأثير انكسارات غائرة في الذات الفردية والجمعية،بالإضافة إلى ويلات الحروب المتواصلة،والانقسام والتهجير القسري والخذلان الذي عانت منه المنطقة،من حروب محلية وإقليمية لا تتوقف.وفقدان بوصلة الروح والعقل، وحالة الضياع التي يعيش بها المواطن العربي.
وقد ظهرت الرواية بتفاصيلها المهمة بعيدا عن البعد السياسي،وكشفت عن المشكلة الاقتصادية والاجتماعية وأثرها على الأسرة العربية.
كما استطاعت الرواية التي امتدت أحداثها من عام 1948 حتى عامنا هذا مرورا بالنكسة عام 1967،من نقل صورة دقيقة للألم العربي والتفكك وأشكال الموت التي لحقت بالشخصيات.
جاء كريم الصحفي الذي درس الإعلام رغماً عنه بسبب علاماته في الثانوية، واعتقد من خلال الصحافة سيصل إلى الحقيقة المفقودة، كان كريم رجل غريب حائر، يهرب من مواجهة ما يتورط به، يحاول أن يصل إلى الأشياء ولا يصل، فقد والدته بسبب انفصالها عن أبيه وتزوجها بآخر، ووفاة أبيه بعد سنوات وشعوره بالضياع وفقدان البوصلة، يظهر له وليم الابن الذي جاء من علاقة بلا حب بلا ملامح، كريم رحال بكلمات قليلة يصفعك بحقيقة ناصعة، أو يتركك في مواجهة فوهة ضخمة من الأسئلة الحارة.
ولعل ما يميز هذه الرواية أنها جاءت بلا إهداء خاص ليقدمها إلى كل من سكن البحر، أو سكنه البحر.
لقد جاء السرد كالبحر الأسود، صامتا يغرق بالضجيج، ينساب بلغة ذكية رصينة مبتلة بالتعب والغربة والخذلان، يسكن معنى بالغ العمق، يلملم أشلاء عن شواطئ البحر الأبيض، يعيد الحكايات ويطرح الأسئلة،التي هي وطن الشيطان،تقود إلى الشك،والشك مصيدة،رغم سواد البحر المحزن وهو يحمل حديث الموت وذكراه،والاغتراب وقسوته،والمجهول والارتياب منه، إلى أنه له شواطئ كثيرة، تبدء منها القصص وتنتهي عند غيرها.
كريم رحال، البحار الذي هزم البحر وارتدى ارتيابه في ذات الوقت، رغم شواطئه الكثيرة، وحكاياته المجنونة، وسواده تاريخه، ففي التاريخ فجوات كبيرة تتوه فيها الحكاية، البحار الذي صار كهلا فجأة، هكذا يحدث حين لا جدار نتكئ عليه، حين لا عائلة تضع البوصلة في خطانا كلما فكرنا أن نترك الطريق.
"في الشرق ليس لدينا متسع لذكريات بعيدة، الجغرافيا هناك تلد الأحداث الكبرى مثل أرنبة ولود، الحياة هناك مطحنة كبيرة، والحنكة تقل في حقولنا."
البحار الذي قبل أن ينتصر على البحر، غرق فيه، البحر الذي استوطنه ضباب داكن، والخوف والهجرات القسرية التي أوغل فيها من أضاعوا البوصلة وفقدوا الهوية والوطن.
وجاءتهم الأسئلة مدببة الحواف، والأسئلة وطن الشيطان، تقودك إلى الشك، والشك مصيدة، حيث لا إجابات ترتق ما مزقته الحروب والمنافي الباردة، شعوب البحر الأبيض تأكلهم الحروب الكثيرة، وما تبقى منهم تلتهمه الهجرات نحو ضفاف مسعورة الحواف، مسكونة بالخوف الأزلي، مصير يتكرر عبر التاريخ، وقدر واحد يلاحق الشعوب، يتشبثون بالأمل، والأمل بات وهم، ممسكين به، يتشبثون بظله، ولا يمسك الظل إلا المخذول، ومن يسترد الأوطان ويعيد الغيّاب، لكن الطفولة التي ضاعت منا لا يمكن أن تعود يوماً، مهما حاولنا.
وقد أثرى الندوة النقاش والحوار البناء الذي دار بين الحضور والمُحاضر....وفي نهاية الندوة قدم رئيس الهيئة الإدارية الشكر والتقدير للسيد فراس مروان سلطان على رعايته الكريمة للندوة وللروائي الأستاذ هزاع البراري المتحدث في هذه الندوة ولجميع الحضور ضيوفاً وأعضاء.
وكان البراري قد دَوَنَ كلمة في سجل زوار الجمعية خلال إستقبال العزام له بمكتبه
وفي نهاية الندوة قدم السيد فراس مروان سلطان راعي الندوة درع جمعية عَون الثقافية الوطنية للأستاذ هزاع البراري بمناسبة إستضافته في الجمعية للحديث عن روايته "البحر الأسود المتوسط"