facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الهاكا" و"الدحية"


الدكتور علي فواز العدوان
16-11-2024 06:53 PM

في زمنٍ غريب حيث تتشابك فيه الخطوط بين التقاليد العريقة والسياسات الهزيلة، يبدو أن الحل الأمثل لكل مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى الأمنية هو رقصة تجمع بين "الهاكا" النيوزيلندية الشهيرة و"الدحية" البدوية الأصيلة. فكيف لا؟ في عصر العولمة والابتكار، قد يكون هذا المزج الغريب هو السبيل الوحيد للتعبير عن الحيرة التي نعيشها.

راقصة الهاكا، التي تنبض بالقوة والصلابة، عادة ما تُؤدى لرفع المعنويات قبل المعركة، قد تبدو مناسبة تمامًا كاستعارة لسياسات الحكومة في إدارة الاقتصاد. كل قراراتهم الاقتصادية تشبه "هاكا" متقنة الأداء، مليئة بالصراخ والحركة، لكن دون خطة واضحة لما بعد هذه الحماسة الزائدة. يصرخون بشدة عن أهمية التقشف، وضرورة الإصلاحات المالية، لكن في النهاية تجد الفساد يتمدد كراقص محترف خلف الكواليس، يهز جسده بتناسق مع ضربات الطبول العالية.

أما الدحية، تلك الرقصة البدوية المتوارثة، التي تعبر عن الفخر والترابط القبلي، يمكن أن تصبح رمزًا للكيفية التي يتم بها إدارة الشأن العام. كل وزارة تقوم بدحية خاصة بها، تحاول جاهدة أن تظهر أنها تساهم في النهوض بالبلاد، بينما في الواقع، كل الراقصين يتحركون في دوائر صغيرة ولا يتقدم أحد للأمام. الأجدر أن نطلق عليها "دحية الفساد"، حيث يتجمع الجميع حول مشكلات واضحة، يغنون ويرقصون حولها دون الاقتراب الفعلي من حلها.

ومن يدري، ربما تكون رقصة "الهاكا-الدحية" المختلطة هي الحل لمشكلاتنا الأمنية المتفاقمة. تخيلوا معنا رجال الأمن وهم يؤدون رقصة هجينة، يجمعون بين صرخات "الهاكا" الحازمة التي تهدف لإخافة العدو، وحركات الدحية التي تشير إلى ترابطٍ لا نراه في الواقع إلا حينما يتعلق الأمر بتغطية فضائح الفساد الكبرى.

وفي الختام، ربما كل ما نحتاجه ليس مؤتمرات ولا خطب سياسية مطولة، بل درس سريع في كيفية تنفيذ هذه الرقصة الجديدة. فهي ستجمع بين القوة الزائفة والتراخي الحقيقي، بين الصراخ الفارغ والتقاعس المؤسسي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :