في هذه الحياة، تتباين العلاقات وتختلف أوجهها، منها ما يرتقي بالروح والنفس، ويشعل جذوة المحبة والمودة الصادقة، ومنها ما يكون عبئًا ثقيلًا عليك وعلى العلاقة نفسها، لا ينفك يجر العلاقة إلى هاوية الإهمال والتلاشي. ان أسوأ أنواع العلاقات تلك التي تجد نفسك فيها مجرد خيار ثانوي، لاعب احتياط ، يُستدعى عند الحاجة، أو خطة بديلة تُستدعى في أوقات الطوارئ فقط ثم تركن الى زوايا النسيان.
في بعض العلاقات وعند بعض الناس تشعر بأنك حمولة زائدة، يمكن التخلص منك في أول محطة عند تعقيدات الطريق او المناسبات الصاعدة لاعلى التي يجب التخفيف فيها ممن يثقلون كاهل الدعوة والمناسبة .
او انت عند البعض الإطار الاحتياطي الذي يُستعان به فقط لتسليكهم إلى أول محطة بناشر للتعافي والرفاه وسد الخلل ، ثم تركن في الحجرة الخلفية للسيارة بلا قيمة أو اهتمام، حتى يحين وقت حاجتهم إليك مرة أخرى.
ان أسوأ العلاقات هي التي يعتبرونك فيها الحل أو البديل الأخير، أو الوسيلة الوحيدة التي تحقق أهدافهم ومصالحهم دون أدنى اعتبار لمشاعرك ووجودك ، او
التي تُعاملك كآخر الدواء (الكي) الذي نستخدمه على ألم ومضض للشفاء من معاناة اجتماعية او اقتصادية.
فاذا انتهت صلاحيتك يلقى بك في سلة النفايات ، ومع ذلك تبقى ندوب استخدامك حاضرة في كل مناسبة ويشار اليك بالم وعتب رغم الاستشفاء بك.
أو انت وعلاقتك معهم كعصفور يصيبونك مع آخرين بحجر واحد بزيارة واحدة و بمشوار واحد وينتهي الهم والقلق والتذمر من كثرة مناسباتك.
إذا لم تكن الشخص الأول في قائمة اهتمامهم، ولم يتفقدوك في أوقات الفرح والحزن على السواء، فإن علاقتهم بك لا تستحق العناء.
اعلم ان العلاقة الحقيقية ليست تلك التي تملؤها الشوائب والمنغصات، ولا تلك التي يكتنفها الغموض والضبابية وتنتهي عند اول منعطف تافه او زلة وانحراف غير مقصود عن الطريق، فالبعض تبادله المناسبات والزيارات وتسعى في حاجته دوما، واذا تاخرت عن مناسبته او مرت بدونك لسبب مقبول أو طاريء ، يعلن عليك القطيعة وربما الحرب.
العلاقات التي تستحق أن نبذل فيها الجهد هي تلك التي تتسم بالوضوح، وتقوم على التقدير المتبادل، والحب الصادق، حيث يكون كل طرف حاضرًا بصدق في حياة الآخرين ، يهتم لهمومهم ، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم ويتجاوز الزلل والخطأ ويعذر الاخرين بتسامح ورضى .
العلاقات الحقيقية ترتقي فوق حدود المصالح الشخصية، لتحلق في فضاء المحبة الخالصة، والنقاء الذي يجمع القلوب بلا قيد أو شرط. والعلاقة المنقوصة والقائمة على المشاحنة والمناكفة وعد الاخطاء وترقب الهفوات لا تستحق البقاء.
من لا يمنحك الاحترام والتقدير وتكون قريب الى نفسه وروحه، وتكون مقدم عنده واساسي في حياته ، لن يضيف لحياتك سوى الألم والخذلان والعقد والمشاكل فاتركه والعب وحدك ترجع راضي.