facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العتوم يكتب :رحل الجسد وبقيت الروح


عبدالله العتوم
15-11-2024 12:57 PM

بعيون مليئة بالحزن، وقلوب مثقلة بالفقد، ودعت رفيق دربي وصديقي السيد بسام ملحس، ذلك الرجل الذي لم يكن مجرد مؤسس لمدرسة المشرق، بل كان روحها وقلبها النابض. رحل عنا بجسده، لكن رؤيته العظيمة وفلسفته التعليمية التي تجاوزت حدود التقليد ستظل حية في كل زاوية من زوايا مدرسته، وفي كل قلب ساهم في تحقيق حلمه.

كان السيد بسام قائدًا بمعنى الكلمة، ورجلًا من طراز فريد. لم يكن يؤمن بالمستحيل، وكان يرى أن التعليم ليس مجرد تلقين، بل هو رحلة نحو بناء إنسان أفضل، قادر على التفكير والإبداع والتغيير. في وقت شكك فيه البعض بقدرته على تحقيق حلم بناء مدرسة بهذا الحجم وهذه الرؤية، وقف بسام بكل ثقة، عاقدًا العزم على أن يحوّل الحلم إلى حقيقة، مهما بلغت التحديات.

مدرسة المشرق هي اليوم شهادة حيّة على هذا الإصرار. كان يقول دائمًا: "المستقبل يحتاج إلى من يراه قبل أن يأتي." ومن خلال مدرسته، فتح أبواب المستقبل أمام أجيال من الطلاب الذين وجدوا في المشرق مكانًا ينير عقولهم ويحرر قدراتهم.

على الرغم من حزني وألمي العميق، فإن ما يخفف من وطأة هذا الفقد هو استمرار المسيرة بجهود د. هناء ملحس، شريكة درب بسام ورفيقة حياته فتراها أخذت من اسمه اسمًا لها فندعوها هناء ملحس. لطالما كانت هناء أهم شريك له في حلمه، شريكته في الرؤية والعمل، والآن هي الحامية لإرثه. بفضل حكمتها وتفانيها، تواصل مشرقهم رسالتها، حاملة روحه وضحكاته ورؤية بسام في كل خطوة تخطوها نحو المستقبل.

لم يكن بسام مجرد مؤسس أو قائد، بل كان إنسانًا يحب الحياة بكل تفاصيلها. عشقه للموسيقى، وخاصة ألحان مروان خوري، كان يعكس شخصيته الشاعرية والحنونة فيظهر ذلك الجانب من شخصيته التي كنا نراها نحن الأصدقاء . ومن بين ذكرياتنا التي لا تُنسى، تلك الأوقات التي جمعتنا مع أصدقاءنا المشتركين مازن العجلوني وإلياس زنانيري ، حيث كنا نتشارك أحاديث عن الحياة والموسيقى والطموح. كانت لحظات دافئة تمتلئ بالضحك والتأمل، تذكيرًا لنا جميعًا بأن الحياة ليست فقط في الإنجازات، بل في التفاصيل الصغيرة التي تجعلها تستحق العيش.

اليوم، ونحن نودّع هذا الرجل العظيم، نعلم أن روحه ستظل حاضرة في مدرسته، في طلابها، وفي كل شخص تأثر برؤيته وإصراره. مدرسة المشرق ستستمر في حمل شعلة هذا الحلم الكبير، بقيادة د. هناء ملحس، لتبقى شاهدة على أن الرجال العظماء لا يموتون، بل يحيون في كل أثر يتركونه وراءهم.

**وداعًا بسام وداعًا يا صديقي ولكن اطمئن حلمك لا زال هنا حلمك أصبح حقيقة إرثك لن يموت وسيحيا للأبد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :