عمون - كشف المهندس موسى عوني الساكت، عضو غرفة صناعة عمان، عن أهمية الاكتشافات الأخيرة في حقل الريشة، والتي أظهرت وجود احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي تُقدر بحوالي 9.4 تريليون قدم مكعب، مؤكدًا أن هذا الاكتشاف يشكل فرصة حقيقية لتعزيز أمن الطاقة في الأردن، وقد تصل قيمته الاقتصادية إلى نحو 24 مليار دولار حسب الأسعار العالمية للغاز الطبيعي.

وأوضح الساكت أن استثمار هذه الكميات الكبيرة من الغاز الطبيعي يتطلب استثمارات ضخمة لإنشاء بنية تحتية متكاملة تشمل حفر الآبار، ومد خطوط الأنابيب، وإنشاء مرافق معالجة، حيث يُقدّر أن تبلغ تكلفة هذه البنية التحتية ما بين 1.5 و2 مليار دولار. وأكد الساكت على أن هذه التكاليف رغم ضخامتها قد تكون مجدية في ظل العوائد الكبيرة التي يمكن أن يحققها استثمار الغاز المكتشف، لاسيما إذا تم توجيه هذه العوائد لدعم الاقتصاد الوطني.

واقترح الساكت أن يتم تأسيس شركة وطنية "مساهمة عامة" لإدارة وتطوير هذا المشروع، مما يضمن الشفافية ويتيح للمواطنين فرصة الاستفادة من عائدات الغاز، مضيفًا: "إقامة شركة وطنية تمتلك موارد الطاقة سيؤدي إلى تعزيز الشفافية وضمان توزيع عادل للعوائد الاقتصادية، وهو ما سيعود بالنفع على الاقتصاد والمواطن الأردني."

وأكد الساكت أن الكميات المكتشفة في حقل الريشة لا تسهم فقط في تلبية الاحتياجات المحلية، بل يمكن أن تفتح الباب أمام الأردن لتصدير الغاز، مما يعزز من مكانة المملكة في السوق الإقليمية للطاقة ويدعم الاقتصاد الوطني بإيرادات جديدة ومهمة. وأشار إلى أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق استقلالية في قطاع الطاقة الأردني وتخفيف الاعتماد على الاستيراد الخارجي.

وفي هذا السياق، شدد الساكت على ضرورة أن تكون التصريحات الرسمية حول هذا الاكتشاف واضحة ومفصلة، لتجنب الشكوك التي أحاطت ببعض الاكتشافات السابقة، والتي أثير حولها الكثير من التساؤلات من قبل الرأي العام. وختم الساكت تصريحه قائلاً: "إن استغلال حقل الريشة بالشكل الأمثل يمكن أن يكون تحولًا كبيرًا في مجال الطاقة، ويوفر للمملكة إمدادات طويلة الأمد، ويخلق قاعدة اقتصادية مستدامة تعزز أمن الطاقة وتدعم النمو الاقتصادي لسنوات قادمة."