المناسبات الوطنية هي اعياد للجميع، هدفها احياء الذاكرة الجمعية لتلك المناسبة ،واستلهام العبر والبطولات والمواقف من اجل ديمومة بقائها، وتمثلها لدى الاجيال المتعاقبة.
والمناسبات متعددة منها الدينية والسياسية والعسكرية، وبالتالي فان الاحتفال بها تشريف لها، وللمحتفلين . من هنا كان لها قداستها واحترامها لدى الشعوب كافة، ولا يجرؤ احد على تجاهلها او القفز عليها لانها محطة مهمة من تاريخ الشعب، وما يسعدنا اننا امة لها تاريخها وامجادها المسطورة بحروف من نار ونور.
من هذه المناسبات العزيزة على قلوب الاردنيين، عيد الاستقلال الذي جرى قبل ايام، وفي هذه المناسبة الرمزية، يحرص جلالته على حضورها ويرافقه جلالة الملكة رانيا وامير الشباب، امير الحروف والسيوف الحسين بن عبدالله حفظه الله ورعاه لأهميتها وجلالها ولانها مناسبة مفصلية بالغة الدلالة والمكانة . قدسية هذا الاحتفال يمنحنا الحق كمواطنيين مخلصين ، وكعشاق نهيم حبا بكل ذرة تراب اردني ، وكمراقبين اوفياء، واهل انتماء وولاء ووفاء ان نلفت الانتباه الى ظاهرة تتكرر بهذه المناسبة الجليلة من باب الغيرة على الوطن، والحب لقائد الوطن. وهو السيناريو المكرور كل عام وفي كل المناسبات ان ذات الوجوه المألوفة، تكرر منذ سنوات وكأن القوائم لاتتبدل ولا تتغير مثل التابوهات، حتى بمرور الزمن ولايسقط احد من هذه القوائم الا بالوفاة او الرحيل خارج البلاد او المرض المقعد، فكل شيء يخضع للتطوير والتجديد الا قوائم التشرف بمصافحة الملك والسلام عليه، فانها محصورة في شريحة ضيقة لدرجة ان ا الشعب الاردني يحفظ وجوهها عن ظهر قلب، وقد آن الاوان لافساح المجال لغيرهم، فالنواب والوزراء وكبار المسؤولين يتغيرون بينما هؤلاء باقون وكانهم يحملون حصانة خاصة ولاندري من يمنحهم هذه الحصانة وهذا الثبات حيث انهم لايخضعون لقانون التطور ولا لقانون النشوء والارتقاء.
السيناريو الذي يتكرر في كل مناسبة اضافة للوجوه التي اثارت امتعاظ جمهور المشاهدين الاردنيين، بان لا يليق بهذه النخبة التي تلتقي جلالة المللك ان تفعله امام عدسات الفضائيات ورجال السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي وهي"حكاية المغلفات والرسائل " التي تقدم لجلالة الملك سيد البلاد في هذه المناسبات من لدن نواب ورجال اعمال واعيان وشيوخ عشائر وومدعويين وسيدات مجتمع محلي او " مخملي" ، ولعمري انها عادة تثير الحزن وتبعث على الآسى وهي غيرا لائقة بالمطلق بحق من يقدمها.
الملك رأس الدولة، وواجهة المملكة ورمزها، واوقاته الثمينة تحسب بالدقيقة وان برنامجه اليومي حافل، بالنشاطات المبرمجة وغير المبرمجة ، بالبروتوكلات ، مقابلات ، قضايا داخلية ، قضايا خارجية، الاقتصاد الامن الماء التعليم الصحة ، المستجدات الداخلية المستجدات الخارجية المفاجآت العالمية، باختصار فان الملك يحمل هموم البلد والناس على كتفيه، فلا يجوز انتهاز كرمه وفرصة لقائه لتقديم مطالب بمغلفات فان كانت المطالب عامة فالمنابر كثيرة، فهناك منابر مجلسا النواب والاعيان والصحف اليومية والاسبوعية والمواقع الالكترونية والبرقيات والفاكسات وديوان المظالم، وهيئة مكافحة الفساد، بمعنى ادق هناك عشرات الابواب للوصول الى حل للمشكلة ناهيك عن ابواب الوزارات فكلها مفتوحة امام العامة والخاصة، واذا اغلقت فالقضاء الاردني مشهود بنزاهته وحياديته وحق التقاضي مفتوح ومشروع لكل ذي حق في ان يحصل على حقوقه تحت مظلة القانون. واذا كانت الأمور تتصل بالقضايا العامة فالابواب مشرعة امام هؤلاء المدعوين للوصول الى ما يريدون ، وفوق ذلك فالاصل والواجب ان يكون هؤلاء " الذمدعويين " هم اعل نخوة وشهامة لمساعدة الناس للوصول الى حاجاتهم لانهم من ذوي النفوذ واصحاب مراكز حكومية واجتماعية متقدمة فمن باب اولى ان بأخذوا بايدي المحتاجين ويساعدوهم في حل مشكلاتهم. وسؤال يجول في الخاطر والوجدان هل فقد مقدمو هذه المغلفات الثقة في الحكومة ووزرائها ومؤسساتها وانها غير قادرة على حل مشاكلهم، لا يوجد عندي غير هذا التفسير والتخمين، او ان مقدمي هذه المغلفات بحاجة الى خدمات ومطالب لا تستطيع الحكومه تنفيذها لهم او طلبوها مسبقا من الحكومه ولم تتابعها الحكومة .
ومن باب التنبؤ والتخمين ان هذه الرسائل والمغلفات ليست عامة وليست بريئة، فماذا يعني ان يقدم وجيها مغلفا الى جلالة الملك ؟ وماذا يعني سيدة مجتمع او احد المدعوين اللجوء الى هذا الاسلوب، فالاجدر ان يقوم به المواطن العادي الذي ضاقت به السبل واغلقت بوجهه المنافذ، اما الآخرون فلا يجوز لهم القفز عن كل الطرق القانونية والقنوات الادارية الى رأس الهرم مستغلبن الدعوة الملكية الى الديوان العامر لتمرير ما يريدون من اجل منافع شخصية وتحقيق مآرب خاصة، واصبح من غير المنطقي ولبس مقبولا اشغال الملك ومشاغلته واستغلال كرمه وطيبته باللجوء الى مثل هذه الوسائل اللاحضارية ونعرف ويعرف الجميع ان من له حقا فليجاهر به امام الجميع ولا ان يخفيه في مغلف، وما نقوله من باب الحب للجميع واحتراما لجلالة الملك اطال الله في عمره،سيدنا وعنوان فخارنا.
مسك الختام،،،عاش الأردن مستقلا عزيزا كريما، وحفظ الله سيد البلاد، ومليكة البلاد وولي عهدنا الشاب المحبوب، وحفظ الله الاردنيين اعزاء شامخين وكل عام وانتم بخير.
اكاديمي،،، تخصص علم اجتماع
ohok1960@yahoo.com