في ذكرى وفاة والدي الغالي، نستذكر بحب وفخر مسيرة حياته الزاخرة بالعطاء والإخلاص. كان رحمه الله مثالًا للرجولة والشجاعة، وقدوةً في الوفاء للوطن والعائلة. عاش حياته متمسكًا بمبادئه، محبًا للخير، وسخيًا بالعطاء، فترك لنا إرثًا من القيم والأخلاق التي سنظل نفخر بها ونحرص على نقلها للأجيال القادمة. رحمك الله يا والدي وأسكنك فسيح جناته، ستبقى حيًا في قلوبنا وعقولنا ما دمنا أحياء.

في كتاب مذكرات ظابط أردني: خفايا وأسرار، يروي والدي مسيرة حياته العسكرية التي كانت مليئة بالتحديات والمهام الوطنية الهامة. بدأ مشواره في خدمة الوطن من خلال انضمامه إلى القوات المسلحة الأردنية، حيث عمل في مؤسسة أمنية حساسة ومعروفة، وهي “الشعبة السياسية”، التي أسسها المشير حابس باشا المجالي. وقد كان والدي مكلفًا بمهمة التصدي للمؤامرات وحماية استقرار النظام الملكي الأردني، إضافة إلى الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي الأردنية.

من خلال هذه المهمة، أظهر والدي تفانيًا وشجاعة في مواجهة التحديات، وأسهم في حماية الأردن من الأخطار الخارجية والداخلية التي كانت تهدد أمنه واستقراره. كان يسعى دائمًا للتصدي لكل ما يمكن أن يؤثر على الوطن، وتعاون مع زملائه في سبيل تحقيق هذا الهدف. لقد شكلت هذه المرحلة جزءًا مهمًا من مسيرته العسكرية، وتركت أثرًا عميقًا في شخصيته وسيرته التي ما زلنا نذكرها ونفخر بها.