اختتام مهرجان القيصر الدولي للشعر الفصيح
14-11-2024 04:43 PM
عمون - نظّم انحاد القيصر للآداب والفنون أمسية القيصر الشبابية الشعرية التكريمية لنخبة من الشعراء الشباب الذين حصدوا المراكز الأولى في مسابقة الشاعر حبيب الزيودي تحت رعاية رئيس الاتحاد الأديب رائد العمري وسط جمهور نخبوي في محافظة إربد والتي شارك فيها كل من الشاعر حسن النبراوي ، الشاعر عبد الرحيم كافيه، الشاعرة مارية الرفاعي ، الشاعر قاسم الدراغمة ، و الشاعر حسين الترك مقدما ومشاركا، وأقيمت الأمسية في نادي الفنانين إربد.
وفي مستهل كلمة الأديب رائد العمري قال : إننا في اتحاد القيصر وكما عهدتمونا على الوفاء والانتصار لأدبنا وثقافتنا ولغتنا وخاصة الشعر الفصيح فقد اجتهدنا في عقد هذه الأمسية الخاصة لنخبة من الشعراء الشباب الذين تجاوزا عمرهم شعرا وبلاغة وفصاحة ومجازا لنكونَ هذه الأمسية ملحقا لمهرجان القيصر الدولي للشعر الفصيح الموسم السابع دورة جدارا والذي اعتدنا فيه تخصيص يوم للشعراء الشباب، وها نحن نأتيكم بصفوة من أهل الأدب والفصاحة لتتذوقوا جمال الشعر الآسر بعبق الماضي موسقة وإبداعا في أوزان الخليل ، ومجازا وبيانا مبدعًا غير مكرر بصور وأخيلة ولغة عالية المبنى والمعنى والمغزى والموضوع ، وإكراما للشعر الذي يُخلد والشعراء البارعين المشاركين معنا الليلة فقد قررنا في إدارة اتحاد القيصر منح هذه النخبة من الشعراء العضوية الشرفية الفخرية لاتحاد القيصر للآداب والفنون والذي تجاوز عدد المنتمين له دوليا ما يزيد عن عشرة آلاف عضوا من مختلف الأقطار، وإننا نعدكم على إقامة أمسية شبابية نوعية ربعية كل ثلاثة أشهر وأن نتعاون مع جامعاتنا الرسمية والأهلية لنقل تجربة أمثال هؤلاء الشعراء للأجيال الناشئة من الشباب . متمنين على أساتذتنا الأكاديميين في الجامعات توجيه الباحثين لتناول أشعار هذه الفئة من الشباب المبدعين في أبحاثهم بعد الاطلاع عليها إكراما للشعر وأهله.
هذا وقد برع الشعراء في جولتين فيما تناولوه من موضوعات شعرية سامية وجدانية ملؤها العزة والسمو، أو وطنية تتغنى بالمجد والرفعة الحقيقية وتجسد الواقع وتنقده وتخلد شهداء غزة ، أو في التصوف والمناجاة بشموخ وأنفة إضافة للانتصار للأنثى وعزتها في الوجدانيات، وجاء مما أنشده الشعراء: الشاعر حسن النبراوي في قصدته ليس حبٌا قال:
بحر العيون أتوه فيه تشوقاً
وأنا الذي رغم العواصف أبحرا
من رافق الدمعات نحو خدودها
وأقام في غمازة وتسمرا
وأنا الذي مذ سال خط طريقه
للخال في وجناتها وتبعثرا
وأنا الذي منذ ابتسمت تجوبني
ذكراك توعدني بثغرك سكراً
وغدوت كالمغوار ينحر خيله
حتى يقيم على ضفافك أشهراً
لك عَبرة علقت بهدب خاطف
هي قطرة أحتاجها كي أبصرا
وفي دورها الشاعرة مارية الرفاعي ببعض ما أنشدت تقول:
ما للنوى ترتمي في قوس ملعبِها
هذي النفوسُ ولم نعرف لها أجلا
لم تُنجزِ الموتَ للمقتول بل وصلت
بين الحياةِ وبين الموتِ فاتّصلا
كأنّني والنوى بالجَزْع تُتلِفني
ما قلتُ للقلب كن يومَ النوى رَجُلا
عوَّدتُه الفقدَ أن ألقاه ذا وَجَلٍ
وكان أوّلُ ما أبدى له وَجَلا
وأما عن الشاعر قاسم الدراغمة في قصيدته سفر التكوين التي جاء فيها:
لو عاد للتكوين خلقي ربّما
سأجيء رملًا أحسنَ الصمتَ...
خلفي تشاويش وعقدة ساحلٍ
وخطى على شطّي خلت نحتا...
في الليل أرضى أن أكون مواسيًا
للريح أمًّا ودّعت بنتَا...
أرضى لحاف العتم لي، أرضى السما
سقفًا وأرضى الحزن لي بيتا...
حتّى أقول كرهت حدّ تخلّصي
من فطرتي، بشريّتي، حتّى...
لا أفهم الإنسان بوهيميّتي
أنّي ولدتُ، ولم أجد موتا…
ورابع القراءات كانت للشاعر عبد الرحيم كافيه ومما جاء في قصيدته مهد الوداع ومما جاء فيها :
صَدِئ الغِيابُ وليسَ لي روحٌ تُثيرُ
حَماسةَ الزَمَنِ المُخبَّأِ في جَسَدْ
فأَنا وَقفتُ أمامَ ما يمضي كأنّي
أقتفي سُبُلَ الرّجوعِ إلى أَحَدْ
وأَمنتُ عتمتيَ الغريبَةَ واكتَفيتُ
برِفقَةِ الموتى لأَحتَضنَ الأَبَدْ
والأَرضُ يُثقِلُها الضّبابُ وصوتِيَ
المَقتولُ في خُطُواتِهِ حينَ ابتَعَدْ
نَحوي تَسيرُ مَلامحٌ - كالخَدشِ في
خَدِّ المَكانِ - حَسبتُها وَجهًا لِغد
ومن خلال التقديم برع الشاعر حسين الترك في التنقل بين أشعاره العذبة ومما قرأه :
صبرت وملني طول اصطباري
وحتى العين يعميها السطوع
اسير الشوق والآلام سكرى
وهذا الجرح في صدري يجوع
وكم صارعت امواج الليالي
وهل قدرت على الريح الشموع
وعشنا العمر اياما عجافا
جدار القلب هدته الصدوع
عرفت الحب لكن في شموخ
وأما العبد سيده الخضوع
وفي نهاية الأمسية قدم الأديب رائد العمري دروع مهرجان القيصر الدولي للشعر الفصيح تكريما للشعراء المشاركين في هذه الأمسية المبدعة، برفقة الدكتور رفعت الزغول والدكتور الشاعر محمد محمود المحاسنة.