مؤتمر البلقاء الثقافي .. وزراء وخبراء يعاينون مسيرة العطاء والإنجازات
14-11-2024 01:50 PM
عمون - افتتح وزير الثقافة، الأستاذ مصطفى الرواشدة، فعاليات مؤتمر البلقاء الثقافي الثاني، الذي نظمه منتدى السلط الثقافي بالتعاون مع جامعة البلقاء التطبيقية ووزارة الثقافة.
جاء المؤتمر تحت عنوان "اليوبيل الفضي للجلوس الملكي.. مسيرة بناء وعطاء وإنجازات"، وذلك في رحاب جامعة البلقاء التطبيقية بحضور محافظ البلقاء الاستاذ سلمان النجادا ورئيس جامعة البلقاء التطبيقية الاستاذ الدكتور احمد فخري العجلوني ورئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري ورئيس مجلس المحافظة الاستاذ ابراهيم العواملة وعدد من اعيان ونواب محافظة البلقاء وشخصيات وطنية ووجهاء من مدينة السلط.
وفي كلمة له، أكد وزير الثقافة على أن الثقافة تعد محركًا أساسيًا لكل أبعاد الإنتاج الوطني، وأشاد بدورها في مواجهة التحديات وتعزيز الهوية الوطنية.
وقال الرواشدة: "الثقافة ليست مجرد أعمال فنية أو أدبية، بل هي الانحياز للعقل والنقد والحوار في مواجهة الظلامية".
كما أشار إلى أهمية التمسك بالثوابت الوطنية، وفي مقدمتها الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشدداً على المواقف الأردنية الداعمة لفلسطين.
من جانبه، تحدث رئيس منتدى السلط الثقافي، الدكتور عبد الحكيم النسور، عن الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة 25 عامًا من البناء والتطور في الأردن في مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية.
وأشار إلى أن المؤتمر يعقد في وقت حساس تشهد فيه المنطقة صراعات وأزمات، أبرزها العدوان على غزة، مؤكداً موقف الأردن الثابت في دعم الشعب الفلسطيني.
كما ألقى الدكتور رجائي المعشر محاضرة حول المحور السياسي، مؤكداً أن السياسة الأردنية تستند إلى مجموعة من المبادئ الثابتة التي تشكل الأساس في توجيه الدولة نحو مستقبل مستقر ومتوازن.
وأوضح أن هذه المبادئ تتمثل في ثلاثة أركان أساسية: الوحدة الوطنية، الحرية، والعدالة الاجتماعية.
وقال المعشر إن الوحدة الوطنية تُعد حجر الزاوية في السياسة الأردنية، حيث يجسدها التماسك الاجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع الأردني، وهو ما يعزز استقرار المملكة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأضاف أن الحرية تُعتبر قيمة أساسية تضمن الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين، بما في ذلك حرية التعبير والرأي، ما يعزز من الديمقراطية الأردنية.
في الختام، أشار الدكتور رجائي المعشر إلى أن السياسة الأردنية ليست مجرد مجموعة من المبادئ النظرية، بل هي إطار عملي يهدف إلى ضمان حياة كريمة ومستقبل مشرق للأجيال القادمة.
فيما تناول الدكتور أمية طوقان تطورات الاقتصاد الأردني في الأعوام الماضية، مبرزًا دور الاستقرار السياسي والأمني كركيزة أساسية في تعزيز مناعة الاقتصاد.
وفي محاضرة تحليلية حول الاقتصاد الأردني، استعرض طوقان، التطورات الاقتصادية التي مر بها الأردن في الأعوام الماضية، مُسلطًا الضوء على التحديات التي واجهت الاقتصاد الوطني في ظل الظروف الإقليمية والدولية المتقلبة.
وأكد أن الاستقرار السياسي والأمني في الأردن يعد من أبرز العوامل التي ساهمت في تعزيز مناعة الاقتصاد الوطني، موضحًا أن هذا الاستقرار شكل ركيزة أساسية لتمكين الاقتصاد من الصمود في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية والصراعات الإقليمية.
وأشار إلى أن الأردن، رغم التحديات التي مر بها، استطاع الحفاظ على بيئة اقتصادية مستقرة نسبيًا مقارنة بالعديد من الدول في المنطقة، وذلك بفضل القيادة الحكيمة والنهج السياسي المتوازن الذي ينتهجه.
وفي ختام محاضرته، شدد الدكتور طوقان على أن مستقبل الاقتصاد الأردني مرهون بتعزيز الاستقرار السياسي والأمني إلى جانب تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة، مؤكدًا أن هذه العناصر ستظل حجر الزاوية في استدامة النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في المملكة.
وفي كلمة مؤثرة للدكتور صبري ربيحات، وزير الثقافة الأسبق، أكد على أن المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق الهيئات الثقافية في الأردن تتجاوز مجرد الحفاظ على التراث الثقافي فحسب، بل تتعلق أيضًا بحماية ونقل القيم الأردنية الأصيلة التي تشكلت على مر العصور.
وأوضح أن هذه القيم ليست مجرد موروث تاريخي، بل هي نتاج لتفاعل طويل الأمد بين الشعب الأردني وأرضه، وقد تم تطويرها وتبلورها عبر الأجيال التي سبقته، حتى قبل تأسيس الدولة الأردنية الحديثة. هذه القيم، التي تشمل الصدق، والكرم، والشجاعة، والتسامح، والعدالة، هي بمثابة العمود الفقري الذي شكل هوية المجتمع الأردني وأدى إلى استقرار البلاد وازدهارها على مر العصور.
وأضاف الربيحات أن التحدي الأكبر في العصر الحالي يكمن في ضرورة أن تكون هذه القيم الأصيلة هي الأساس الذي نبني عليه هويتنا الثقافية الحديثة، وأن نكون حذرين من الانجراف وراء موجات المعاصرة والتحديث التي قد تبتعد عن جذورنا الثقافية.
وبين أن الهيئات الثقافية في الأردن مطالبٌة ليس فقط بنشر هذه القيم بين الأجيال الجديدة، بل أيضًا بتوفير منصات تتيح للأجيال الشابة فرصة فهم أعمق لتراثهم الثقافي وربطه بحياتهم المعاصرة، بما يضمن استمرار هذه القيم في مواجهة التحديات العالمية والمتغيرات السريعة التي يشهدها العالم.
وفي ختام كلمته، شدد الدكتور ربيحات على أهمية أن تكون الثقافة الأردنية نقطة انطلاق لتشكيل وعي جماعي قوي، يكون قادرًا على الحفاظ على هويتنا الوطنية في ظل التحولات المعاصرة، بما يسهم في بناء مجتمع متوازن يعرف كيف يواكب التطور دون التفريط في أسسه الثقافية الأصيلة.
في ختام المؤتمر، تم تكريم المشاركين والمساهمين في فعاليات المؤتمر، حيث أدار الجلسات الدكتور علي النحلة الحياصات.