حملة الجاهزية الشتوية المنزلية بالتوازي مع الجاهزية المرورية
خلدون ذيب النعيمي
14-11-2024 10:21 AM
تنفذ مديرية الأمن العام مشكورة منذ سنوات طويلة مع بداية شهر تشرين الثاني من كل عام حملة مرورية تستهدف معرفة مدى التزام سائقي المركبات بتفقد الجاهزية الميكانيكية وأدوات السلامة المختلفة لمركباتهم مع بدء فصل الشتاء، وهي هنا تضع فترة زمنية لسائقي هذه المركبات لتصويب اوضاع مركباتهم بما يحفظ سلامتهم وسلامة مستعملي الطريق الأخرين قبل أن يكون هناك أجراء قانوني لغير المتابعين منهم، وفي نفس الوقت تطالعنا الاخبار خلال كل فصل شتاء عن أخبار تدمي قلوب المجتمع جراء حدوث حالات مداهمة مياه الامطار والسيول للبيوت فضلاً عن حدوث حالات الاختناق جراء الاستعمال الغير الأمن للمدافئ المختلفة وما تسببه من حالات وفاة تفضي أحيانا لفقدان عائلات بأكملها.
المحاضرات التوعوية والحملات الاعلامية التي يقوم بها الدفاع المدني على وسائل الاعلام المختلفة هي لا شك خطوة بالاتجاه الصحيح لتحقيق الهدف من التوعية من خطورة الاستعمال الغير الامن للمدافيء وعدم تفقد جاهزيتها، ولكن يلزم تطوير آلية عمل هذه الحملات بما يحقق مبدأ الشرطة المجتمعية القائم على اشراك الجميع بالعمل العام بحيث تحقق الهدف المنشود منها بشكل افضل ، ومن هنا يستوجب تكثيف هذه الحملات من خلال المحاضرات التي تصل للمعنيين فيها في كافة بقاع الوطن في الجمعيات والمدارس للمجتمع المحلي ولو تطلب الأمر في المنازل، وذلك بالشراكة مع شركاء العمل الامني والسلامة العامة، فاشراك الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص سيؤتي أكله في هذا المجال بلا شك مثل شركات تصنيع المدافيء المحلية ونقابة المهندسين والتدريب المهني بما يخص صيانة وتجديد المدافيء ، فضلاً عن وزارة الصحة ونقابة الاطباء للتعامل مع حالات الاختناق بما يخص الاسعافات الاولية لحين أسعاف الاصابات او حضور المختصين.
ومثل ذلك ايضاً في حالات مداهمة مياه السيول للبيوت من خلال الشراكة في العمل العام على تفقد موقع البيوت على الأودية ومسير المياه ودى صلاحيتها فضلاً عن عمل تغيير مجرى الماء ان امكن او ترحيل الاسر القاطنة في هذه البيوت لمناطق عالية لحين انتهاء الموسم المطري، وسيكون لشركات التعهدات الأنشائية والبلديات دور كبير في ذلك وأيضاً التنمية الاجتماعية ومصانع الالبسة والاغطية والمواد الغذائية كقاعدة بيانات جاهزة لأجراء اللازم حين الطلب، سيما ان حالات مداهمة المياه للبيوت في الاودية تكون عادة بشكل مفاجي نتيجة جريان المياه الكبير اثر سقوط الامطار في مناطق بعيدة نسيبياً وخصوصاً في مناطق البادية جراء السيول والأودية المائية العابرة للحدود الدولية.
تكاتف مؤسسات المجتمع المختلفة وتعاونها سيساهم بلا شك في تحقيق المراد منه وقت الحاجة وخصوصاً في اوقات الحوادث الطارئة أقولها بيقين وقد عايشتها بعملي الاجتماعي التوعوي في مديرية الامن العام ، فهذا الجهاز الوطني بما يتمتع به من خبرة وأحترام على مدى تاريخه قادر بلا شك على ادارة وتنفيذ تلك الأفكار بكل دقة وحرفية بما يفضي لنتائج تسر الجميع وتبعد هنا الحزن الدائم الذي يرافق موسم حبات المطر والخير الذي نعايشه سنويا بين تشرين ونيسان من كل عام.