facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أعلى مراتبُ الوطنيةِ .. حينَ تتجاوزُ الشراكةُ الكراسيَ


محمود الدباس - ابو الليث
14-11-2024 09:44 AM

الوطنيةُ الحقيقيةُ لا تتوقفُ عند حدود المناصب.. بل تتعداها إلى بذل الجهد الصادق لأجل الصالح العام.. من أي موقع يُمكّن المرء من التأثير والبناء.. فالتاريخُ يُعلمنا أن عظمة الديمقراطية لا تَكمنُ في شدة التنافس.. بل في قدرة الأفراد على تجاوز الطموح الشخصي.. من أجل الهدف الأكبر..

حين تنافست هيلاري كلينتون مع باراك أوباما.. على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 2008.. لم تثنها النتيجة عن مسؤوليتها تجاه الوطن.. بل قبلت منصب وزيرة الخارجية تحت إدارة خصمها السابق.. وعملت ضمن فريقه.. واضعةً التنافس جانباً.. ومتجاوزةً الصراعات الشخصية لأجل هدفٍ أعظم.. وهنا تتجلى الديمقراطية بصورتها الحقيقية.. حيث تتكامل الأدوار.. ويتناوب الأشخاص من مختلف التوجهات.. لخدمة الأمة بروح الشراكة..

وليس هذا المثال الوحيد على تجاوز الحدود الحزبية في السياسة الأمريكية.. فقد استمر روبرت غيتس الجمهوري.. في منصب وزير الدفاع.. تحت إدارتين متتاليتين.. بدأها مع الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن.. واستمر بنفس الحماس والخبرة في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.. كما يبرز اسم كولن باول الجمهوري.. الذي شغل منصب وزير الخارجية مع الرئيس بوش الابن.. بعد أن كان قائداً للأركان المشتركة.. تحت إدارة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون.. اجتمع هؤلاء القادة على أن الوطنية هي إخلاصٌ للفكرة.. لا للانتماء الحزبي.. وأن خدمة الوطن.. هي التزام يتجاوز الألقاب.. ويتخطى الحزبية..

ولم يكن التاريخ الإسلامي ببعيدٍ عن هذه الروح.. فحين عزل الخليفةُ عمر بن الخطاب القائدَ الشجاع خالد بن الوليد عن قيادة الجيش.. لم يتردد خالد في قبول القرار.. ولم ينظر إلى منصبه السابق.. بل التحق بجيش المسلمين بقيادة أبي عبيدة بن الجراح.. وأطاع أوامره بإخلاصٍ نادر.. محققًا انتصارات تاريخية.. مقدّماً نموذجاً خالداً في التواضع والولاء.. إذ لم يرَ في موقعه.. إلا فرصة لخدمة الأمة.. ووحدة الصفوف.. فكانت التضحية بالمنصب جزءاً من رسالته الكبرى..

هكذا.. تظل الديمقراطية والوطنية الحقيقية في أبسط معانيها.. تتجسد في التناغم والانسجام بين الأدوار.. وفي تجاوز المنافسة لصالح الشراكة.. حيث لا يكون الوطن مُلكاً لفردٍ أو حزب.. بل هو رسالة تتجاوز الكراسي.. وتجعل من كل موقعٍ فرصة للبذل والعطاء.. فهذا هو سر القوة.. ومصدر الاستقرار الحقيقي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :