وعود ترامب للعرب .. هل تتحقق؟
خولة كامل الكردي
14-11-2024 01:01 AM
تضم ولاية ميتشغن الأميركية، أكبر تجمع للجاليات العربية والإسلامية في عموم الولايات المتحدة الأميركية، وقد كان مؤخراً لهذه الولاية الكلمة الفصل بعد ولاية بنسلفانيا وهي من الولايات المتأرجحة في حسم السباق الرئاسى بين مرشحي الرئاسة دونالد ترامب الجمهوري وكامالا هاريس الديمقراطية.
المرشح الجمهوري دونالد ترامب حسم السباق لصالحه، وفاز بأريحية كبيرة على منافسته الديمقراطية، وبتنا ننتظر تنصيبه حال إجراءات نقل الإدارة.
ومن المعروف أن الحزب الجمهوري يمثل الجانب المحافظ والمنحاز بشكل متطرف وقوي للكيان الصهيوني، رغم أن مجموعة الضغط اليهودية المسماة باللوبي الصهيوني «الأيباك» تنشط في كلا الحزبين المهيمنين على الساحة السياسية في أميركا، ولها تأثيرها الكبير داخل كليهما.
لكن الأمر المختلف هذه المرة، هو أن يأتي الوقت الذي تكون فيه كلمة مؤثرة للجالية العربية في الانتخابات الرئاسية والنيابية الأميركية، وهو أمر مثير للاهتمام، وقد يشكل أساسا لأداء هذه الجالية فيما سيأتي من انتخابات في المستقبل.
الجالية العربية والإسلامية حاولت التواصل مع الحزب الديموقراطي ممثلاً بمرشحته كامالا هاريس، فتعرضت للإهمال والتهميش، فقد كان جل تركيز حملتها على العنصر الأفريقي واللاتيني، ما أدى إلى تواصل الجالية العربية مع الحزب الجمهوري ممثلاً بمرشحه دونالد ترامب، وقد ذكر أحد ممثلي الجالية العربية والإسلامية، أن ترامب استجاب لطلبهم لقائه واستمع لمطالبهم، وتمكنوا من انتزاع وعد يتعهد فيه بإيقاف الحرب على غزة.
هذا التواصل وما نتج عنه من وعد، يمثل خطوة مهمة تشير إلى الاهتمام المتنامي من قبل مرشحي الرئاسة الأميركية بالجالية العربية والإسلامية وأصواتها في صناديق الاقتراع. وما يثير الانتباه هنا التجاهل الذي لمسه مندوبو الجاليات العربية والإسلامية من قبل حملة كامالا هاريس وحزبها الديمقراطي، على نقيض ما كان يدعيه الحزب بانفتاحه على جميع شرائح المجتمع الأميركي، فقد كان تفاعله مع الجاليات العربية ضعيفاً لا يرقى إلى القضايا الثقيلة التي تشغل بال الجاليات العربية والإسلامية في أميركا، وجاء الأمر على غير المتوقع بتواصل الحزب الجمهوري مع ممثلي هذه الجاليات والاستماع إلى مطالبها مع ترامب شخصياً، وهذا حتماً أمر مستغرب!
من البديهي أن الحزبين؛ الجمهوري والديمقراطي يصرحان بتأييدهما المطلق للكيان الصهيوني، إلا أن موقف ترامب يدفعنا إلى مراقبة مدى صدق وعوده وجديته في إيقاف الحرب المجنونة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة، أما لبنان فقد التقى ترامب مع عدد من رجال الأعمال اللبنانيين وقدم لهم تعهداً خطياً، بوقف الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان.
حتى يوم تنصيبه الموافق الثاني من كانون الثاني (يناير) العام المقبل، ستشهد المنطقة العربية تصعيداً كبيراً ومسعوراً من قبل حكومة نتنياهو ضد جبهتي غزة وجنوب لبنان، لإحراز « إنجازات» تصب في رصيد الكيان المحتل واستغلالها في محادثات تسوية محتملة مع حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، فهل سيفي ترامب بوعوده للعرب بوقف هذه الحرب المجنونة؟!
الأيام المقبلة ستثبت صدق وعوده من عدمها.
الغد